عندما قرر فريق العمل في شركة آرفيكس تطوير وإنتاج الواقع الافتراضي خوض غمار ريادة الأعمال التكنولوجية، فقد دخل واقعًا جديدًا، وبأكثر من طريقة واحدة.

تتخذ الشركة من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا مقرًا لها، وتعمل حاليًا على تطوير ابتكارٍ يتيح للناس رؤية الحياة عبر عدسةٍ مختلفة، لتغيّر الطريقة التي يرون بها العالم، ابتكارٍ تأمل أن يمثل بُعدًا جديدًا يمكن توظيفه في مجالي التعليم والترفيه.

تعمل شركة آرفيكس في تطوير وإنتاج التكنولوجيا، وتركز على الواقع الافتراضي والواقع المدمج والتطبيقات. وتتراوح الخدمات التي تقدمها من إنتاج المحتوى الإبداعي، مثل فيديوهات الـ 360 درجة (بالتصوير البانورامي) والبث الحيّ، إلى تطوير تطبيقات الواقع المدمج، حيث باتت قاعدة عملاء الشركة تضمّ خمسة عملاء متميزين من بينهم بعض أشهر الأسماء في دولة قطر.

يقول علي الدوس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة آرفيكس، إن الواقع المدمج له استخدامات محتملة لا حصر لها و”إمكانياتٌ لا حدود لها”. دفعتهم هذه الحقيقة، هو وزملاؤه في الشركة- وهم مجموعة أصدقاء منذ أيام الدراسة في جامعة قطر- إلى وجوب التفكير في الهدف النهائي، فاختاروا التعليم، وفي هذا يقول علي: “اخترنا التعليم لأننا رأينا فيه وسيلة لتحقيق الكثير وردّ بعض الجميل إلى دولة قطر. فنحن نرى في الواقع المدمج أداةً لإحداث تحول في التعليم الرقمي من خلال تسريع عملية التعلم، وزيادة انتباه الطلاب ومشاركتهم في الدروس وتعزيز تحصيلهم الأكاديمي.”

من جهته، يقول المؤسس المشارك ومهندس البرمجيات، سلمان بادنافا، إذا كان مقدّرًا لهذا أنْ يحدث في دولة قطر، فشركة ناشئة في قطر مثل آرفيكس في موقع ممتاز يؤهلها لتحقيق ذلك. ويضيف: “لقد أثبتت التجربة فاعلية الواقع المدمج في عملية التعلم، فهو يعزز قدرات وكفاءات التعلم، ويُحسّن عملية صنع القرار لدى الطلاب ويساعدهم على استيعاب المعلومات بشكل أفضل. من هذا المنطلق، وبوصفنا شركة محلية يقوم عليها أفرادٌ ترعرعوا في دولة قطر ويعرفون البلاد حقّ المعرفة وعلى دراية بثقافة دولة قطر وتراثها، فإننا قادرون على تجسيد ذلك في التكنولوجيا التي نقوم بتطويرها، وبالتالي إلغاء الحاجة للاستعانة بالخبرات الخارجية. بمعنى آخر، نودّ رؤية الناس يتوافدون إلى دولة قطر لرؤية تكنولوجياتنا والتعرف عليها بدلاً من زيارة البلاد لتزويدنا بتكنولوجياتهم.”

وبالفعل فقد حقق فريق شركة آرفيكس اسمًا لأنفسهم، وفي عام 2015 كانوا من بين الفائزين بمسابقة “تحدي 22″، وهي عبارة عن جائزة إقليمية للابتكار أطلقتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي الهيئة المكلفة بإنجاز المشاريع والملاعب الخاصة بكأس العالم لكرة القدم 2022 التي ستستضيفها دولة قطر.

في هذا السياق، يقول علي: “نحن نعرف ما الذي نسعى لتحقيقه، ونعرف كذلك ما الذي نود لتكنولوجيتنا القدرة على تحقيقه. فكل شيء ينبع من الفضول، بما في ذلك ابتداع فكرةٍ ما… والتيقن أن هذه الفكرة قادرةٌ على صنع الفارق وإحداث التأثير وإفادة البلد والعالم بأسره. ولذلك لمّا خرجنا بفكرةٍ عظيمة، وكنّا نمتلك المهارات والمعارف، شعرنا بأننا قادرون على توظيف تلك الفكرة توظيفًا جيدًا وتطوير منتج محلي يثري حياة الناس.”

أما الإيمان بالقدرات الذاتية والشعور بعِظم المسؤولية فيفسّران سبب اختيار الفريق لقطاع التعليم باعتباره المجالَ الأمثل لتطوير تقنيات الواقع المدمج. واليوم، وقد استكمل الفريقُ الاختبارات اللازمة لتقييم القدرات البصرية/التصويرية لتكنولوجيتهم، بات يستهدف الآن القيام بمشاريع تجريبية في المدارس، مع التركيز على مواد الكيمياء والفيزياء والرياضيات. وفي هذا الصدد يقول سلمان: “هدفنا هو إثبات فائدة هذه التكنولوجيا للطلاب، وقدرتها على تعزيز فهمهم وتحسين عملية التعلم لديهم، وبعد ذلك يمكننا أن نفكر في تطوير تكنولوجيا الواقع المدمج ونشرها على نطاق أوسع.”

ومن الجديرٌ بالذكر أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا هي حاضنة هذه التكنولوجيا، حيث تخّرج فيها عام 2016 فريق برامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية (أكسيليريت) الذي يضم الآن أحمد صالح، منتج المحتوى الإبداعي والمؤسس المشارك، وأحمد عبد العزيز، مدير المحتوى الإبداعي، والذين يتخذون من مركز حاضنة الأعمال بالواحة مقرًا لعملهم منذ يناير 2017. ويصف علي الحاضنة بقوله: “إنها مكان حافلٌ بالتحديات يمكنك أن تتحدى نفسك فيه. وبما أننا جزءٌ من شبكة واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، فهذا يعني أننا محاطون بأشخاص خاضوا نفس التجارب وعاشوا الأحاسيس التي مررنا بها… وها نحن نخوض معهم اليوم تحدياتٍ مشتركة، ويساعد بعضنا الآخر للتصدي لها والتغلب عليها.”

ويضيف سلمان في هذا الشأن: “نعمل في الواحة جنبًا إلى جنب مع 20 شركة أخرى ناشئة ومذهلة، ونقوم جميعًا باستقصاء رأي الآخرين والاستماع لملاحظاتهم. ببساطة، أنا أعشق هذا المكان، وأراني لا أبْرَحُه حتى لو لم يكن لدي مشروعٌ محدد أعمل عليه.”

أنجز فريق شركة آرفيكس الكثير حتى الآن، وهم يعرفون حق المعرفة غايتهم المنشودة، وفي هذا يقول علي: “لقد صمّمنا مسارًا قويًا لتقديم الخدمات وطوّرنا خطة واضحة لتطوير المنتجات، وتعاقدنا مع عدد من العملاء الذين قدمنا لهم بالفعل عدة خدمات وأنجزنا لهم عددًا من المشاريع. أما الآن، فنتطلع لخوض غمار التجربة في قطاعات مختلفة، بدءًا بالتعليم وصولاً إلى الرياضة والثقافة. بالطبع سنواجه منافسة من الشركات الأخرى، لكننا واثقون بقدراتنا الإبداعية وسمعتنا المحترمة في إنجاز المشاريع.”

هذا هو مصدر إيمان فريق آرفيكس بقدرة شركتهم على تحقيق الإنجازات. ويوضح سلمان هذا بقوله: “نحن شركة قائمة على تقديم الخدمات، ولكننا نعرف أن لدينا منتجًا فريدًا من نوعه، وعلى المدى الطويل، سنكون في وضع جيد لتقديم منتجاتنا وخدماتنا للعملاء… أما أملنا المستقبلي فهو أن ينظر الناس إلينا بصفتنا روادًا في مجال الواقع الافتراضي والواقع المدمج.”

 

لكي تكون رائد أعمال، فأنت بحاجة إلى:

“معرفة أن الفريق هو الجزء الأكثر أهمية، وأنه يحتاج إلى رؤية مشتركة والتزام مشترك.. فالمسألة ليست مسألة تدريبٍ محدود الزمن وانتهى”، علي الدوس.

“تأكد من تعظيم نقاط قوتك وتحديد نقاط ضعفك، وقيامك بتطوير المهارات اللازمة التي لم تكن تمتلكها من قبل، ومعرفة أن كلَّ محطة فاشلة هي بمثابة تجربة تعلم تضيف قطعةً جديدة إلى لوحة حياتك”، سلمان بادفانا.

لمعرفة المزيد عن شركة آرفيكس، يمكنك زيارة: www.arvex.co