أشارت نتائج المسح السنوي الذي تقوم به مجلة فوربس حول الوظائف الأكثر ضغوطًا أن المهن الأربعة الأكثر إرهاقًا في العالم هي العسكريون، ورجال الإطفاء، والطيارون، وضباط الشرطة. لعلّ ذلك يخلو من أية مفاجأة… بيد أن الوظيفة التي احتلّت المرتبة الخامسة بالقائمة هي التي تثير المفاجأة والدهشة، إنها وظيفة ’منسق الفعاليات‘.

فعندما تدقق في الكمّ الهائل من العمل التنظيمي، والمهام المتعددة، واستيعاب المعلومات المجمّعة والتصرف بناءً عليها، وضغوط المواعيد النهائية والميزانية، والتخطيط على المدى الطويل والاستجابة الفورية، والتي من شأن خللٍ واحد في إحداها أن يكون بمثابة حجر الدومينو ويحوّل كل شيءٍ إلى كارثة، لعلّك عندئذٍ تستوعب كمّ الضغوطات التي تنطوي عليها مهمة ’تنظيم الفعاليات‘.

من هنا تبلورت فكرةُ شركةٍ ناشئة تحتضنُها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، حيث تقدم لمنظمي الفعاليات أداةً برمجية صُممت خصيصًا لتضمن لهم تحقيق أعلى درجة من الانسيابية في تنظيم الفعاليات. يُطلَق على هذه الأداة اسم Contactless.io، وهي أداةٌ ذات أهمية بالغة لقطاع تنظيم الفعاليات نظرًا لاتساع وتنوع المزايا التي تقدمها لمنسقي الفعاليات الذين تقع على عاتقهم مهمةُ الوفاء بجميع متطلبات المؤتمرات أو الندوات أو المعارض بصورة يومية.

قام بتصميم الأداة رائدُ الأعمال التكنولوجية أحمد فوزي، ويستخدمها الآن أكثرُ من 40 عميلاً في دولة قطر، وبات يُروى عنها اليوم الكثير من قصص النجاح التي حفّزتها للانطلاق إلى الساحة العالمية لتتيح لمنظمي الفعاليات إدارة مقار الفعاليات، واستمارات التسجيل، وشارات الأسماء، وطواقم العمل، وقواعد البيانات من خلال أداة واحدة. وقد تم تصميم هذه الأداة بحيث تقدم الدعم قبل الفعالية وفي أثنائها وبعد انعقادها، كما أنها توفر لوحةَ معلومات إحصائية في الزمن الفعلي لتزويد فرق تنظيم الفعاليات بأحدث المعلومات، وتستخدم الذكاء الاصطناعي وخبرة التنقيب في البيانات لإضافة بُعد جديد لتحليلات ما بعد الفعاليات. والأجمل من كلّ ذلك أنه يمكنك حملها في جيبك بكل سهولة.

خرجت هذه الأداة إلى النور من خلال شركة نانو تكنوفيشنز Nano Technovations))، التي قام أحمد فوزي بتأسيسها في عام 2007 بعدما باتت في رأسه فكرة الاستفادة من التقنيات المتاحة غير المستخدمة لإنشاء ابتكارات جديدة متطورة في دولة قطر. وبصفته مدير منتجات الشركة التي تتخذ من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا مقرًا لها، يُشرف فوزي على إدارة فريق مكوّن من 12 خبيرًا يعملون في ثلاث قارات مختلفة ويسعون جميعًا نحو هدف واحد وهو أن تصبح الأداة Contactless.io أداة تنظيم الفعاليات المفضلة على مستوىالعالم.

وفي هذا الصدد، يصرّح فوزي قائلاً: “بغضّ النظر عن حجم الفعالية المُراد تنظيمها، فإن الأمر كله يتعلق بالتنفيذ، والوقت المخصص لذلك هو فترة تتراوح بين 48 إلى 72 ساعة. وبما أن الجهات التي يتعين عليك العمل معها متعددة، من شركات العلاقات العامة إلى متعهدي التموين ومن شركات الطيران إلى إدارات المعارض والجهات المالكة لمَقار الفعاليات ومزودي الخدمات اللوجستية، ومن ثم جمع المعلومات من كل هذه المصادر وأكثر، فلا عجب إذن أن يُنظر إلى تنظيم الفعاليات على أنها مهمة ذات ضغوطات جمّة. ولذلك جاءت أداة Contactless لتتوسط هذه الشبكة المعقدة من الأطراف المعنيين كي توفر منظومةً واحدة وواضحة لإدارة الفعاليات وتحديث كافة المعلومات المتصلة بها في الزمن الفعلي. وهي بذلك تُمكّن منظّم الفعالية من إدارة العرض بنفسه بفضل ما توفره من بياناتٍ هائلة تساعد المستخدمين على فهم اتجاهات السوق، والنفقات، وسلوك المشاركين، وكيفية التخطيط للفعاليات المستقبلية؛ بل إن الأداة جرى تصميمها بطريقة تجعلها تتطور بتطور شركتك. لقد نجحنا حتى الآن في تنظيم أكثر من 30 فعالية متنوعة، واستحوذنا على الغالبية العظمى من السوق التي نعمل فيها، واكتسبنا سمعة بوصفنا قادرين على تلبية الاحتياجات المحددة لمختلف الأطراف العاملة في هذا القطاع، ولدينا الرغبة الآن في دخول السوق الدولية، وتوسيع حضورنا ومبيعاتنا مع الاستمرار في تسريع تطوير برمجياتنا.”
اتبع أحمد في رحلته طريقًا غير مألوف، فقد قرر عدم الاستمرار في ثلاث برامج جامعية، واختار بدلاً منها أن يؤسس شركة نانو تكنوفيشنز. وهو يعلّق على ذلك بقوله: “كنت إذا كسرت لعبة في طفولتي، جاءني أبي يقول لي من الأفضل أن تصلحها لأنك لن تحصل على واحدة جديدة. ولذلك أصبحت شغوفًا جدًا بالمكونات الصغيرة لدرجة أنني بدأت في شراء الألعاب من الأسواق ثم تفكيكها لكي أتمكن من تجميعها معًا مرةً أخرى. شعرت دائمًا أنني أستطيع الحصول على لُعبتي فقط عندما أتمكن من إصلاحها مرةً أخرى… من هنا نما شغفي بمزج الأشياء والتوفيق بين التقنيات المختلفة.”

بعد أن استرعى انتباهَه حاجةُ قطاع تنظيم الفعاليات إلى مثل هذه الحلول، كرّس أحمد طاقاته لتطوير البرمجيات “التي تجمع بين العلوم وبين ما يحدث على أرض الواقع في مقار الفعاليات.” وكانت النتيجة ابتكار الأداة Contactless.io، التي سجلت أول ظهور لها في معرض قطر المهني 2012 بعد أن اتصل المنظمون بأحمد لإيجاد طريقة لتمكين المعرض بحيث يجري تنظيمه بالكامل بطريقة إلكترونية.

تجدر الإشارة إلى أن الأداة Contactless.io انضمت إلى مركز حاضنة الأعمال بواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا منذ يوليو 2017، ويصف أحمد هذا قائلاً: “تمنحنا الحاضنة ميزةً كبيرة من حيث الوصول إلى المستثمرين والعملاء، وذلك بفضل وجود المنطقة الحرة في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا من جهة، وبفضل وجود كل ما يلزمنا لتطوير منتجاتنا من جهة أخرى… أشعر حقًا أننا أصبحنا جزءًا من هذا المكان وأننا الآن موجودون حيث يجب أن نكون. فيا له من حافز أن يكون لديك فكرة وتراها تتحول إلى شيء يريده الناس ويحتاجون إليه ويستعملونه، ثم يخبرونك كيف نجح في تغيير أسلوبهم في أداء عملهم، وأنهم الآن لا يستطيعون الاستغناء عنه والعودة إلى ما كانوا عليه من ذي قبل. هذا بالضبط ما يقوم به رائد أعمال التكنولوجيا… فهو يحوّل الأشياء التي يتصورها في الخيال إلى عالم الواقع، ويعمل على تحسين حياة الناس. الأمر الآخر أنني لا أشعر بالحماس عندما أتخيل نفسي أعمل موظفًا في إحدى الشركات، في حين أشعر بالحماس الحقيقي بشأن ما أفعله أنا وفريق العمل معي. فالعمل وفقًا لخطة شخص آخر لا يشعرني بالسعادة بقدر ما أشعر بها عندماأعمل لحسابي الخاص.”

إذا كنت تريد أن تصبح رائد أعمال ناجح، فما عليك إلا:
“أن تدرك أن الفشل يبدأ عندما تتوقف المحاولات لتحقيق النجاح. فالكثير من رواد الأعمال يستسلمون في وقت مبكر للغاية. أعتقد أنك لو تمسكت بفكرتك وواظبت على المحاولة فسوف تحقق النجاح لا محالة” (أحمد فوزي).

للتعرف على المزيد من المعلومات حول أداة Contactless.io، تفضّل بزيارة الموقع الإلكتروني www.contactless.io