يمتلك الشباب العربي طاقات هائلة وأفكارًا رائعة تهدف إلى تحسين كل ما هو حولنا باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية. إلا أن الفكرة وحدها لا تمتلك إمكانيات التحول إلى واقع ملموس من غير وجود الحاضنة التي توفر لها بيئة متكاملة تنمو فيها لتصبح واقعًا يؤثر بالإيجاب في مجتمعاتنا.

هذا ما توصل له السيد حسن البلوي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ويك كاب WakeCap”، عندما شارك في الموسم السابع من برنامج نجوم العلوم في العام 2015. أراد حسن استخدام التكنولوجيا في تحسين سلامة عمال قطاع الإنشاءات وزيادة مستوى الإنتاجية في مواقع العمل، وعلم أنه حتى يستطيع تحويل “ويك كاب” إلى مشروع متكامل، يجب عليه الحصول على التوجيه والإرشاد، خاصة في المراحل المبكرة من عملية تطوير المنتج، وكان له ذلك عندما قام بتقديم مشروعه لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا التي وفرت له المنصة الملهمة لتنشئة رواد الأعمال في المنطقة.

طور البلوي من خلال شركته الناشئة “ويك كاب” برنامجًا تقنيا يقوم بزيادة مستوى السلامة في مواقع الإنشاءات، ويحقق ثورة فيما يتعلق بمواعيد إنجاز المشاريع الضخمة. واستفاد البلوي بشكل كبير من برنامج واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا المكثف لتسريع تطوير المشاريع التكنولوجية XLR8، فقد طورت شركته اليوم تكنولوجيا يتم ارتداؤها من قبل عمال الإنشاءات تعمل على تحسين سلامتهم وزيادة مستوى الإنتاجية لديهم في مواقع العمل. وقد انبثقت فكرة هذا المشروع الريادي بهدف معالجة التحديات الحالية في السوق وإيجاد طرق جديدة للقيام بذلك.

تيقن حسن بأن لمنتجه إمكانية نجاح كبيرة في المنطقة، وبشكل خاص في قطر التي تشهد تنفيذ العديد من الإنشاءات ومشاريع البنية التحتية المنتشرة في كافة أنحاء البلاد استعدادًا لاحتضان بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

وحول مشروعه، يقول حسن: “دائما ما ارتكزت مهمة نظام “ويك كاب” على تمكين عمال الإنشاءات من خلال التكنولوجيا. فالخوذة المعدنية ذات خاصية التنبيه تحتوي على تكنولوجيا لديها القدرة على رصد حالات الإغفاء والإجهاد جراء ارتفاع درجة الحرارة، مما يساهم في خفض نسبة الإصابات وحالات الوفيات التي يمكن تجنبها. كما يمكن البرنامج التقني الذي طورناه مختلف الشركات من رقمنة قواهم العاملة وجمع مؤشرات أكبر حول سلامة مشاريعها وفاعليتها ومستقبلها. وهي مميزات أعتقد أن هذا القطاع بحاجة ماسة لها من خلال تكنولوجيا العصر، خاصة أن سلامة عمال قطاع الإنشاءات بمثابة العصب أو العمود الفقري لشركة “ويك كاب”.

وكان لاختيار مشروع “ويك كاب” للانضمام لبرنامج واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا المكثف لتسريع تطوير المشاريع التكنولوجية “XLR8″، الفضل في حصول حسن وأعضاء فريقه على تجربة تعلم فريدة، فقد وفر البرنامج، الذي امتد لمدة 3 أشهر، التدريب والتوجيه والإرشاد الذي يحتاجه حسن وفريقه من أجل تحسين نظام “ويك كاب”، وسد الفجوة التي تفصل بين الفكرة والتسويق، من خلال العمل على تحويل أفكارهم إلى منتج يلبي متطلبات السوق.

يواصل حسن حديثه قائلا: “شهدنا أول تجربة حية لفكرتنا المبدئية عندما انضممنا إلى برنامج XLR8 بعد المشاركة في برنامج نجوم العلوم. لقد أتاحت لنا الواحة الفرصة لإقرار دراستنا المبدئية للسوق وتعلم المزيد حول مجال إدارة الأعمال في مشاريع التطوير التكنولوجي. وقد عملنا تحت إشراف مرشدين رائعين، والذين ساعدونا على استكشاف العديد من الخيارات وكان دليلنا فيما أطلقت عليه، “الطريق المجهول إلى منتج ناجح”.

ويضم فريق “ويك كاب” حاليًا ٧ أعضاء، وهم متواجدون في دبي والصين، وسيقدموا أول نموذج لمنتجهم في السوق القطرية في وقت لاحق من هذا العام. ويؤكد حسن البلوي على أهمية السوق القطرية لمنتجهم، بقوله: “لا يزال السوق القطري هو هدفنا الرئيسي، فقد شهدت البلاد خلال السنوات الحالية نموًا صناعيًا كبيرًا في الوقت الذي يستمر فيه الحفاظ وفقًا لأرقى معايير السلامة. لقد صُمّم “ويك كاب” لدعم معايير قطر للسلامة” مضيفا “هدفنا العمل مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث من أجل الحفاظ على استدامة تسليم مشاريع البنية التحتية لكأس العالم لكرة القدم 2022”.

وتتوجه أنظار “ويك كاب” لتحقيق نقلة نوعية في قطاع الإنشاءات، إذ تدل كافة المؤشرات والاهتمام الذي حظي به المشروع حتى اليوم على أن هذا المشروع العربي يمضي على الطريق الصحيح نحو النجاح. فقد حاز المشروع على عدة جوائز خلال السنوات الماضية، من ضمنها جائزة “أوبر بيتش UberPitch”
في قطر، واختير المشروع بعدها ورعته شركة “أوبر” لتمثيل مشاريع قطر الناشئة في قمة “عرب نت 2016”. وفي سبتمبر 2017، فاز المشروع بجائزة كأس 1776 تحديًا في دبي، ليتأهل للمنافسة على نهائيات البطولة التي ستقام في نيويورك السنة القادمة.

كما اختير نظام “ويك كاب” مؤخرًا للمشاركة في برنامج التسريع “هاكس” 2017، والذي يعد برنامج تسريع الأجهزة الأول والأكبر في العالم. بالإضافة إلى ذلك، فقد حصل “ويك كاب” حتى الآن على تمويلات مالية بلغت 175 الف دولار أمريكي، كما قيّم المشروع برنامج تسريع يجري العمل عليه حاليًا في الصين بقيمة 3 ملايين و750 الف دولار أمريكي.

ورغم كل هذه الإنجازات التي تقدم دليلاً قاطعًا على النجاح الريادي لهذا المشروع، إلا أن حسن يعلم جيدًا أن التحديات والشكوك تشكل جزءًا من عملية السعي لتحقيق الأهداف المرجوة. فمؤسس “شركة ويك كاب” يستشهد بمقولة “لا تستسلم أبدًا” حيث يقول: “الغموض مسألة حتمية عند أي انطلاقة، لكن يجب أن لا نقف أبدًا عن البحث عن السبل الممكنة لاستكشاف طموحنا. فالإصرار عامل رئيسي عندما تكون رائد أعمال يبحث عن طريق النجاح”.