اختتمت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مؤخرًا أنشطة  الدورة الثانية من برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية والذي استمر لمدة ثلاثة أشهر مكثفة. ويأتي هذا البرنامج ضمن سلسلة من الأنشطة والفعاليات السنوية التي تقدمها واحة قطر  للعلوم والتكنولوجيا من أجل عرض المشاريع الخلاقة وإنشاء مجتمع داعم للابتكارات في مجال التكنولوجيا، وهو ما يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي وإنتاج تكنولوجيا مبتكرة من شأنها أن تعود بالنفع على قطر والعالم أجمع. ويبرهن البرنامج، الذي يزود رواد الأعمال في قطر بتدريب مكثف يساعدهم على تحويل الأفكار إلى نماذج تكنولوجية تجارية مجدية، على التزام مؤسسة قطر الراسخ بدعم قطاع البحوث والتطوير.

وقد خصصت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، في ختام  البرنامج، يوم 18 يناير لعرض تسعة مشاريع مهمة سلطت الضوء على القدرات والمهارات التي تعلمها واكتسبها رواد الأعمال الذين تخرجوا من هذا البرنامج حيث تم تعريفهم بالمستثمرين المهتمين بكل ما هو جديد ومبتكر.

وبهذه المناسبة، أكد السيد حمد الكواري، المدير العام لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا على أهمية دعم الأفكار الإبداعية قائلاً: “إن عملية تحويل الأفكار التكنولوجية أو العلمية إلى منتجات تسويقية لن تتحقق  بين عشية وضحاها،  فإذا أردنا أن نسلك هذا الدرب لكي يكون لدينا هذا النوع من الابتكارات على نطاق واسع وبشكل يحدث تغيراً في اقتصادانا، فسيتطلب منا هذا الأمر  عملاً  جادا، وسياسات جديدة، وقدرة على المخاطرة وتعاون كافة الجامعات والمختبرات والمؤسسات الصناعية بشكل مستمر لدعم المفكرين والمبدعين المتميزين في مجتمعاتنا”.

واستطرد قائلاً: “وتحقيقاً لهذا الهدف، أنشئت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا  كمنصة فريدة لتحويل الأفكار  المبتكرة في قطر و المنطقة العربية إلى حقيقة ملموسة.  ونحن  نسعى لأن نكون موطناً للابتكارات التكنولوجية والعلمية وداعماً وراعياً أساسياً لها من خلال عملنا الدائم لخلق ثقافة تغذيها روح الابتكار والمبادرة، الأمر الذي سيسهم بكل تأكيد في تنويع المشهد الاقتصادي لدعم دولة قطر في  مسيرة تحولها إلى اقتصاد قائم على المعرفة”.

وتهتم المشاريع التي عُرِضت في الفعالية الختامية للدورة الثانية من برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية، بالعديد من القطاعات الحيوية في التنمية الاقتصادية لدولة قطر، بما في ذلك قطاعات الصحة والتعليم والاتصالات والرياضة والبناء. وتتضمن المشاريع  إيرغونوميك تي شيرت، وقفاز برايل تاتش، وتطبيق مكتب، وبرنامج ميتيس، وإيكو جيم، V3V، وبرنامج تويت موجز، إينجل، وغايميفايد سيلف.

وقد اعتمدت كل  المشاريع، التي تم عرضها، على دراسات مكثفة لمتطلبات السوق القطري ليكون لها جدوى اقتصادية وفرص تسويقية سانحة. فعلى سبيل المثال، يصنف برنامج “تويت موجز” التغريدات  على تويتر  بحسب المواضيع المطروحة وانطباعات المغردين حولها ويجمعها في موقع واحد؛ وهو ما يتيح للمستخدمين تنويع مصادر قراءة آخر الأخبار دون التأثر بتحليلات وآراء جهة إعلامية معينة.  ويطرح تطبيق “مكتبMaktapp “، الذي طوره فريق متميز من الشباب القطري وقدمه السيد صالح المنصوري للحضور، خدمات سحابية شاملة من خلال نافذة واحدة تسهل عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ويساعد برنامج “ميتيس”، وهو برنامج ريادي آخر عرض في فعالية عروض مشاريع الأعمال ، صممه طلاب جامعة كارنيجي ميلون في قطر، الطلاب في وضع خطة دراسية تفاعلية تقودهم نحو التخرج. وبدوره، يمكّن قفاز “برايل تاتش” فاقدي البصر من القراءة من خلال الأجهزة التي تعمل باللمس ليقضي بذلك على حواجز التعلم والتواصل.

وصرحت مهى المغني، إحدى المشاركات في برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية وصاحبة ابتكار “إيرغونوميك تي شيرت” الذي يساعد الأفراد وفئة العمال بشكل خاص في الحفاظ على وضعية جسدية سليمة، قائلةً: “قدم لنا برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية، الدعم والتوجيه بشأن كيفية إجراء البحوث العلمية والتسويقية، وهو ما مكننا من تحديد الثغرات المحتملة في السوق وتقييم جدوى فكرة منتجاتنا. ونحن نشجع الشباب من أصحاب الابتكارات، على  الإنضمام إلى البرنامج الذي سيساعدهم في تحويل أفكارهم العبقرية إلى مشاريع تجارية واقعية.”

يذكر أن برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، يتميز بأنه برنامج مكثف مدته ثلاثة أشهر مصمم لتوفير التدريب والإرشاد لأصحاب المشاريع الطموحين لمساعدتهم على تحويل أفكارهم إلى منتجات أو خدمات قابلة للتسويق. ويجمع البرنامج بين التمويل والتوجيه، بالإضافة إلى تحديد ثلاثة أهداف واضحة تتمثل في إنشاء نموذج أولي، ووضع دراسة الجدوى التجارية، وفتح قنوات للتواصل مع  المستثمرين المحتملين.