ريان كارمايكل، الرئيس التنفيذي لشركة كناري للذكاء الاصطناعي

من اللكنات إلى التصريفات اللغوية واللهجات الإقليمية، تتخذ اللغة العربية المكتوبة والمنطوقة عدة أشكال، حيث هناك ما لا يقل عن 22 لهجة عربية متداولة اليوم.

ربما بسبب ما تتسم به اللغة العربية من خصائص لغوية متقدّمة، تجنبت العديد من شركات التكنولوجيا، بما في ذلك منصات شهيرة في أن تجعلها محورًا مركزيًا للبحث والتطوير والخدمات.

لكن الحال تغير بإطلاق شركة كناري للذكاء الاصطناعي، المتخصصة في تكنولوجيا الكلمات، التي أحدثت تغيراً في السوق منذ عام 2022. وتوفّر الشركة تقنية مبتكرة للتعرف على الكلمات باللغة العربية، بما يمكّنها من التعرّف على اللهجات الفردية في ملفات الصوت والفيديو، لتحويلها إلى نص مكتوب.

وعلّق ريان كارمايكل، الرئيس التنفيذي لشركة كناري للذكاء الاصطناعي قائلًا: ” بقيت التكنولوجيا الصوتية محدودة في المنطقة نظرًا لأن السوق الذي يضمّ الناطقين باللغة العربية يعتبر صغيرًا مقارنة بالسوق الذي يتكوّن من المتحدثين باللغة الإنجليزية حول العالم، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بتعدد اللهجات للغة العربية”.

وأضاف: “لقد أنشأنا منصة رائدة في السوق للتعرف على اللهجات باللغة العربية، وهي قادرة على رصد 19 لهجة عربية في نموذج واحد شامل يغطي 95 % من السوق، وهذا الأمر وضعنا في مكانة متميزة عن المنافسين”.

وقد حازت شركة كناري للذكاء الاصطناعي على منحة صندوق تمويل المشاريع التقنية من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر. كما حصلت الشركة على ترخيص مبدئي لتقنيتها الأساسية من معهد قطر لبحوث الحوسبة، عضو جامعة حمد بن خليفة، التابعة لمؤسسة قطر.

وفي معرض تعليقه على الميزات الفريدة للسوق القطري وكيف يمكن للشركات الناشئة مثل كناري للذكاء الاصطناعي أن تنجح فيه، قال كارمايكل: “أول ما يتبادر إلى الذهن هو مفهوم “الشراكة”. إذ تعتبر قطر سوقًا صغيرًا، لكنها مجدية للغاية. فمن خلال الحصول على دعم واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة، تحصل الشركات الناشئة على اعتماد الفوري، وهو ما يساعد في استقطاب أول العملاء. ويمكن لعميلٍ واحد فقط في قطاعٍ واحد المساعدة في الانطلاقة الأولية والنمو الذي تحتاجه الشركات الناشئة”.

وقد برزت شركة كناري للذكاء الاصطناعي كواحدة من المخرجات الواعدة لبرنامج تحويل البحوث إلى شركات ناشئة، الذي تقدمه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وهو عبارة عن منصة فريدة تربط رواد الأعمال بمكتب تطوير الصناعة ونقل المعرفة التابع لقطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر، ومعاهد البحوث وفريق صندوق تمويل المشاريع التقنية.

ويقول كارمايكل: “سمح لنا الاستثمار الأولي في مرحلة ما قبل التأسيس، بتوظيف الفريق المناسب لإكمال نقل التكنولوجيا لدينا وإعداد منتجاتنا للتسويق. كما ساعدنا وجود واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا كمستثمر أولي في جذب رؤوس أموال إضافية”.

ومنذ ذلك الحين، طوّرت كناري للذكاء الاصطناعي عناصر جديدة من نموذج أعمالها، استنادًا إلى التكنولوجيا الأساسية، ونمت قاعدة عملائها بشكل مطرد، بما يرجع جزئيًا إلى الطلب العالمي على تقنيات الاتصالات الجديدة التي حفزها الوباء.

وفي هذا السياق، أوضح كارمايكل: “لقد ساعد انتشار فيروس كوفيد-19 بالفعل السوق العالمي لتكنولوجيا التعرف على الكلام، حيث يتفاعل الناس مع خدمة العملاء أكثر عبر المنصات الافتراضية من الاجتماعات عبر الإنترنت، وذلك في ظل توافر فرص تطوير مشاريع تكنولوجيا الكلام في كل مكان”.

لذلك كان من الطبيعي أن تفرض شركة كناري للذكاء الاصطناعي نفسها بسرعة عالميًا كشركة رائدة في مجال تكنولوجيا التعرف على الكلمات باللغة العربية. ويتنوع شركاؤها من خلية الابتكار في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة لدعم جهود صنع السلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال التعرف على اللهجات باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلى عدد من الأجهزة البرلمانية في العالم. وتم اختيار كناري للذكاء الاصطناعي مؤخرًا، باعتبارها مشاركًا نشطًا عبر العديد من منصات الشركات الناشئة، كواحدة من 20 شركة ناشئة واعدة لليوم التجريبي التاسع والعشرين لحاضنة الأعمال “المسرّع الكيميائي” (Alchemist Accelerator)، لتنضم إلى مشاريع واعدة أخرى في مراحلها المبكرة والتي تحقق دخلها من المؤسسات.

ويعتبر كارمايكل أن منظومة الابتكار في قطر وفّرت الأساس لنجاح شركة كناري للذكاء الاصطناعي، ولا سيما التعاون والعمل الجماعي في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. ويقول: “من الناحية التكنولوجية، يمكن أن تكون عملية الحصول على ترخيص لتقنية الذكاء الاصطناعي أمرًا صعبًا لأن النماذج الأساسية معقدة. وقد قام فريق الملكية الفكرية بمعهد قطر لبحوث الحوسبة بمجهودٍ ممتاز لضمان نقل التكنولوجيا والتأكد من أنها تعمل بشكلٍ صحيح”.

وتابع: “من ناحية الاستثمار، تلقينا دعمًا ماليًا، كما حصلنا أيضًا على إمكانية التواصل مع المستثمرين والشركاء. أقل ما يقال عن إطلاق شركة ناشئة خلال جائحة عالمية أنها عملية تشكّل في حد ذاتها تحديًا. لكن الشركاء المناسبين يدركون أن الأمور لا تسير دائمًا كما هو مخطط لها، ويبادرون بالعمل معك لمواجهة هذا التحدي”.

وتطلعاً للمستقبل، يشجّع كارمايكل رواد الأعمال الآخرين الصاعدين على اتباع خطى كناري للذكاء الاصطناعي، وتطوير أفكارهم. ويقدم نصيحة مباشرة للمبدعين الشباب مفادها: “كونوا صادقين بشأن احتياجاتكم، وأيضاً التحديات التي تواجهونها. تحلوا بالصبر خلال مراحل تنفيذ المشروع، واطلبوا المساعدة عند الحاجة”.

جدير بالذكر أن صندوق تمويل المشاريع التقنية من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا هو صندوق استراتيجي لرأس المال الاستثماري مصمم لدعم الشركات الناشئة المحلية المبتكرة، وجذب الشركات العالمية التي تتطلع إلى التوسع في المنطقة. يوفّر الصندوق فرصًا لمؤسسي المشاريع التقنية وروّاد الأعمال المحليين والإقليميين والعالميين لتأمين مصادر تمويل للمراحل الأولية في بداية انطلاق مشاريعهم، ورأسمال لاحق. كما يسعى الصندوق أيضًا إلى تذليل العقبات التي تحول دون بدء مشروع تكنولوجي ضمن منظومة ابتكار متنامية في قطر.

للتقديم ومعرفة المزيد عن صندوق تمويل المشاريع التقنية في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، يرجى زيارة: https://qstp.org.qa/tech-venture-fund

لمعرفة المزيد عن كناري للذكاء الاصطناعي، يرجى زيارة https://kanari.ai