
سطرت “ستيليك” قصة نجاح فريدة من نوعها في مجال ريادة الأعمال، فهي منصة تعليمية إلكترونية أسسها الطلاب لتقديم الدعم إلى مئات الآلاف من الطلاب والمتعلمين في جميع أنحاء العالم، ومساعدتهم في وضع خطط الدراسة الأكاديمية وتحديد معالم مساراتهم الأكاديمية.
وكان الدافع وراء تأسيس هذه المنصة هو أن مؤسسيها، وهم طلاب في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، حاولوا استخدام أدوات التعليم العالمي القديمة، لكنها لم تساعدهم كثيرًا في وضع خطط لدراستهم الجامعية أو تصور عن مساراتهم الأكاديمية. فاكتشفوا، آنذاك، وجود فجوة في ذلك النظام، ولاحت أمامهم فرصة لخلق رؤية وتحقيق تواصل أفضل بين الطلاب والمستشارين الأكاديميين، بحيث يمكن للطلاب بسهولة وضع خطط لدراستهم الجامعية وتصور لمساراتهم الأكاديمية لمدة 4 سنوات خلال فترة دراستهم في الجامعة.
كانت السنوات الأولى لمنصة ستيليك مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمنظومة مؤسسة قطر، إذ شارك مؤسسوها في برنامج ما قبل تأسيس الشركات الناشئة المكثف التابع لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، XLR8، الذي يساعد المخترعين الشباب الواعدين في تحديد الجدوى الاقتصادية لأفكارهم التكنولوجيا. ولم يمض وقت طويل حتى تأسست شركة ستيليك في المنطقة الحرة بواحة قطر العلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، وبدأت مسيرتها بصفتها إحدى شركات التكنولوجيا الناشئة.
وفي خريف عام 2019، وفي سياق برنامج التمويل الأولي، تلقت ستيليك استثمارًا من صندوق تمويل المشاريع التقنية التابع لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. كانت هذه بداية مسيرة شهدت، في نهاية الأمر، تحقيق هذه الشركة الناشئة نموًا كبيرًا على مدى العامين التاليين، بما في ذلك تضاعف الإيرادات بمقدار ستة أضعاف.
وأوضح السيد روخسار نياز، مدير العمليات والمؤسس المشارك في ستيليك قائلاً: “كانت الاستثمارات التي ضخها صندوق تمويل المشاريع التقنية هي الدعم الأول الذي تلقيناه بعد التخرج، وقد ساعدنا بشكل كبير في تأسيس الخدمات اللوجستية لشركتنا الجديدة. وفي الوقت نفسه تلقينا توجيهات ونصائح من خبراء فريق صندوق تمويل المشاريع التقنية خلال المراحل المبكرة من نمو شركتنا الناشئة. في واقع الأمر، بدون الدعم الذي قدمه لنا صندوق تمويل المشاريع التقنية، كان من الصعب للغاية تأسيس أو بدء تشغيل ستيليك في الدوحة”.
عندما يتعلق الأمر بالمستقبل الأكاديمي للطلاب، فإنهم يرغبون في المشاركة، ولكنهم يحتاجون أيضاً إلى معرفة الطرق المتاحة أمامهم لوضع خطط دراستهم الجامعية وتحديد معالم مساراتهم الجامعية.
ويضيف نياز: “إذا أخذنا في الاعتبار أن هناك العديد من أدوات التعليم العالي المستندة إلى البيانات المتاحة في سوق يمتاز بالتنافسية الشديدة لتكنولوجيا التعليم سريعة التطور، فإننا نتبع نهجًا فريدًا يركز على الطلاب، مع تسليط الضوء على التجربة الفردية والتحديات التي تواجه المستخدم”. ويوضح قائلاً: “ستيليك هي منصة للجهات المعنية المتعددة في الجامعات الشريكة لنا، تهدف إلى رفع مستويات التعاون وتجسير الفجوة بين الطلاب والمستشارين الأكاديميين والقيادات. وبفضل وجود ستيليك في الحرم الجامعي، أصبحت الكليات تعمل على تحسين تجارب الطلاب الشاملة، كما أنها تزيد من موارد الجامعات وتعزز تركيزها على تقديم أفضل الخدمات إلى الطلاب”.
وتنتشر المؤسسات الشريكة لستيليك في جميع أنحاء العالم، من المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية إلى كندا وقطر. وبفضل وجود بعض من كبريات المؤسسات التعليمية في مجال التعليم العالي ضمن مؤسساتها الشريكة، مثل جامعة ديوك وجامعة شيكاغو وكارنيجي ميلون، على سبيل المثال لا الحصر، أصبحت ستيليك منصة ذات سمعة عالمية مرموقة بين المؤسسات التعليمية التي تدرك الآن الحاجة الملحة إلى تحقيق مزيد من مشاركة الطلاب ودمجهم في المسار الأكاديمي.
في الوقت نفسه، ساعدت مساهمة المنصة في جمع البيانات وتعزيز مستويات التعاون خلال فترة جائحة كوفيد-19 وتحدياتها، بالنسبة للأنظمة التعليمية، على تعزيز الحصول على خدمات التعلم، كما لفتت انتباه مؤسسات التعليم العالي في جميع أنحاء العالم.
وقد تمكنت ستيليك مؤخرًا من جمع استثمارات بلغت قيمتها 11 مليون دولار أمريكي بقيادة ريتش كابيتال ، جنب إلى جنب مع 15 مستثمرًا ومؤسسًا في مجال تكنولوجيا التعليم، منهم جون كاتزمان (2U/Noodle)، وديفيد بلايك (Degreed)، ومات بيتينسكي (Blackboard/Parchment). ويعتزم فريق العمل استخدام هذه الأموال لتحسين قدرات المنصة التي تركز على تقديم خدمات عالية الجودة إلى الطلاب.
ويتحدث نياز عن تطلعاته وآماله بشأن ستيليك في المستقبل قائلاً: “نريد أن نكون “الحدث الأكبر التالي”، وأن نوضح للطلاب أننا نفهم شخصيتهم، ويمكننا اقتراح الدورات التعليمية والمسارات الأكاديمية التي تناسبهم”. ويضيف: “تتمثل رؤيتنا لما نقدمه من منتجات وخدمات في تجسير الفجوة، بحيث نتمكن من تغطية دورة حياة الطلاب الكاملة. ويمكن للطلاب استخدام منصة ستيليك لاستكشاف مساراتهم الوظيفية ومعرفة المؤسسات المختلفة قبل الالتحاق بالجامعة. وبالمثل، بعد التخرج، يمكنهم مواصلة استخدام المنصة للمساعدة في توجيه الأجيال القادمة من الطلاب”.
وفي إطار جهود البحث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر، يعمل صندوق تمويل المشاريع التقنية التابع لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا على تذليل العقبات أمام شركات التكنولوجيا الناشئة، وتقديم الدعم لتسويق التقنيات الجاهزة للسوق من خلال ضخ الاستثمارات الأولية، في سياق المساعي الرامية إلى تحقيق مستقبل واعد يمتاز بالتنوع الاقتصادي لدولة قطر.
لتقديم الطلبات، ولمعرفة المزيد من المعلومات عن صندوق تمويل المشاريع التقنية بواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، يرجى زيارة الموقع التالي: https://qstp.org.qa/tech-venture-fund
للمزيد من المعلومات حول ستيليك، يرجى زيارة الموقع: https://www.stellic.com