
استضافت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، مؤخرًا ورشة عمل للتأكيد على أهمية التكنولوجيا الرقمية في إنجاح مبادرات الطاقة النظيفة وتعزيز الجهود الرامية لمكافحة ظاهرة التغير المناخي، وذلك في إطار سلسلة جلسات “التقِ مع الخبير”.
افتتح الجلسة السيد سانتياغو باناليس، المدير الإداري لمركز إيبردرولا للابتكار، الواقع في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا والتابع لشركة إيبردرولا للابتكار الشرق الأوسط، بتقديم لمحة عامة عن البصمة العالمية المتوسعة للشركة على مدى عقدين من العمليات التي حظيت بموقع متقدم في طليعة الجهود الرامية لتعزيز تحول الطاقة، أي تحول قطاع الطاقة العالمي من الاعتماد على الأنظمة الأحفورية لإنتاج الطاقة إلى مسارات الطاقة المتجددة التي تتميز بانبعاثاتها الصافية الصفرية.
واستعرضت الجلسة كذلك تطور منتجات شركة إيبردرولا وخدماتها خلال الفترة من عام 2000 إلى 2022، مدعومةً بالتطور التكنولوجي الذي حقق الفائدة لقطاعات الصناعة والنقل والمباني. وفي أثناء عرضه للجهود الحالية في مجال النقل الذكي والهيدروجين الأخضر وتطبيقات الطاقة الشمسية الذكية، حدد سانتياغو فرصًا لتعزيز الجهود الرامية لتنويع مصادر الطاقة المتجددة وتنميتها، وأشار إلى أن الشركة استثمرت 120 مليار يورو في مشاريع تحول الطاقة منذ عام 2001 من أجل تحقيق هذه الغاية.
وخلال الجلسة، لفت سانتياغو الانتباه كذلك إلى الجهود التي تبذلها شركة إيبردرولا بهدف التخلص من الانبعاثات الكربونية الصادرة عن قطاع الطاقة، واتجاهات تكنولوجيا الكهربة، والميل لاستخدام تطبيقات الكهربة في مجالات النقل والمباني. وشدد على أن الرقمنة تُعدُ من عوامل التمكين الرئيسية لشركات الطاقة الرائدة، لا سيَّما في مواجهة الضغوط المتزايدة المفروضة على المرافق من الهيئات التنظيمية والمستثمرين لحثها على التخلص من الانبعاثات الكربونية. وأوضح أن الرقمنة تتضمن استخدام البيانات التي تسجلها ملايين أجهزة الاستشعار والأجهزة المتخصصة وتحويلها إلى رؤى وإجراءات تساعد على تحسين طريقة توليد الكهرباء وتوزيعها واستخدامها.
وسلط سانتياغو الضوء على الجهود التي تبذلها شركته فقال: “نحن نركز في مركزنا التكنولوجي بدولة قطر على تطوير حلول رقمية لاعتمادها في قطاع الطاقة العالمي مع عملنا بشكل جماعي على تحقيق أهداف توليد الكهرباء الخالية من الكربون وإزالة الكربون الناجم عن الطلب المتزايد على الطاقة. ويستلزم تحقيق الاستدامة في منظومة الطاقة القيام بشيئين هما توليد الكهرباء باستخدام التكنولوجيا المتجددة فقط وكهربة الطلب على الطاقة في المباني وقطاعات النقل والصناعة. وتُعدُ الرقمنة من العناصر الأساسية لدمج هذين الشيئين معًا ثم الموازنة المستمرة بين توليد الكهرباء الصديقة للبيئة والاستخدام الأمثل للطاقة من قبل العملاء.”

وأشار سانتياغو إلى بعض الحلول الرقمية التي صنعتها شركة إيبردرولا في قطر والتي لا تزال قيد التطوير حاليًا فقال: “لقد طورنا حلولاً لإدارة بيانات مزارع الرياح تستخدم البيانات المستمدة من محركات توليد الطاقة باستخدام الرياح لتقديم رؤى مفيدة بهدف تحسين التخطيط والعمليات والصيانة لمزارع الرياح وأداة تحجيم بطاريات تخزين الكهرباء التي توفر الحجم الأمثل لمشاريع البطاريات الجديدة التي ترتب العديد من عمليات تدفق الإيرادات.”
وتابع قوله: “بالإضافة إلى ذلك، طورت شركتنا المساعد الذكي المتقدم، وهو حل يتيح للعملاء إمكانية توصيل جميع أجهزتهم الكهربائية في المنزل بهذا المساعد عبر تطبيق على الهاتف الجوال، وتقليل بصمتهم من الانبعاثات الكربونية إلى جانب ترشيد تكلفة فواتير الطاقة عبر تبني أسلوب حياة أكثر إيجابية من الناحية البيئية. ومن بين الخدمات الأخرى، يكيّف هذا الحل بذكاء عملية ضبط وحدات تكييف الهواء والتدفئة، ويشحن السيارات الكهربائية في الأوقات المثلى، ويساعد بشكل عام على استخدام الأجهزة المستهلكة للطاقة في المنزل بأكثر الطرق كفاءة.”
وعلق السيد أحمد العنزي، مدير التخطيط والمبادرة الاستراتيجية في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، قائلاً: “تضع واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر الاستدامة على رأس قائمة أولوياتها، لذا كانت هذه الجلسة مفيدة لنا بشكل خاص لأنها توسعت في البحث عن الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية لقطاع الطاقة العالمي. ونحن نقدر مساهمات شريكنا الدائم، شركة إيبردرولا، في الاستفادة من منظومة الواحة لتعزيز تطوير الحلول المتقدمة الحيوية في مواجهة التحديات البيئية المحلية والعالمية.”
وتجمع سلسلة “التقِ مع الخبير” التي تنظمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا خبراء محليين ودوليين، وقيادات مهنية، وأكاديميين وباحثين لتسليط الضوء على أفضل الممارسات والحلول القائمة على التكنولوجيا التي تركز على المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية لدولة قطر. وتهدف هذه السلسلة إلى تعزيز الابتكار وريادة الأعمال لتحقيق التنويع الاقتصادي المنشود في قطر والأهداف التي تركز على الاستدامة.
لمعرفة المزيد حول سلسلة “التقِ مع الخبير” أو التسجيل في جلساتها القادمة، يرجى زيارة: https://qstp.org.qa/qstp-expert-series