استضافت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، مؤخرًا، جولة من سلسلة جلسات النقاش التي أقيمت تحت شعار “التكنولوجيا الصناعية وتسويقها”، سلطت فيها الضوء على أفضل الممارسات في هذا المجال، وأبرزت تجربة كل من دولة قطر، ممثلةً في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، ودولة كوريا الجنوبية ممثلة في المعهد الكوري للتطوير التكنولوجي (كيات)، الذي تجمعه بالواحة اتفاقية لتبادل المعرفة والخبرة.

ركزت الجلسة على تسويق التقنيات، وآليات تأسيس واحات العلوم والتكنولوجيا وإدارتها، وتحدث فيها السيد حمد الكواري، المدير العام لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، مؤكداً على أهمية نقل التكنولوجيا من مرحلة البحوث والتطوير إلى مرحلة الممارسة والتطبيق العملي الناجح، ومشددًا على دور واحات العلوم والتكنولوجيا في المراحل اللاحقة. وقال الكواري خلال مشاركته في الجلسة: “تقوم واحات التكنولوجيا بدور جوهري في تفعيل الآليات التي تُعزّز تطوير الأعمال، من خلال إنشاء الشركات الواعدة والجديدة في مجال البحوث والتطوير، وتوفير المناخ الداعم لريادة الأعمال، وإتاحة فرص الأعمال الجديدة للأفراد الذين يتمتعون بمؤهلات متميزة ويمثلون الركائز الأساسية في تطوير البنية التحتية المادية والتكنولوجية في أي دولة، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، وإنشاء بيئة محفزة تحتوي على كل ما تحتاجه المشاريع الجديدة من مرافق ملائمة وخدمات متميزة”.

وتطرّق الكواري إلى مساهمة واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في إرساء سياسات البحث والتطوير القائمة على مبدأ التعاون والتآزر، من خلال دمج البنية التحتية لتطوير التكنولوجيا الصناعية، وربط دولة قطر بالدول الخارجية، واحتضان الجامعات، والمعاهد البحثية، والأسواق. وخص بالذكر التعاون بين دولة قطر وكوريا الجنوبية، معلقًا على ذلك بقوله: “جرى الاتفاق على جوانب كثيرة للتعاون خلال الزيارات بين قطاع البحوث والتطوير في مؤسسة قطر والمؤسسات الكورية النظيرة، خاصة بين المعهد الكوري للتطوير التكنولوجي وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. وساهمت هذه الاتفاقيات في تحديد معالم السياسات الخاصة بقطاع العمليات الصناعية، وإنشاء منظومة تعاونية مثالية في مختلف المجالات، وتطوير سبل دعم الشركات الناشئة والتسويق التجاري للأفكار التكنولوجية وتحويلها إلى خدمات ومنتجات تفيد المجتمع”.

من جانبه، أوضح السيد جيمس كيم، مدير فريق تخطيط الاستراتيجية العالمية بمعهد كوريا للتطوير التكنولوجي دور المعهد كمؤسسة شبه حكومية توفّر آليات الدعم المتنوعة، وذكر أن قسم دعم التسويق التجاري بالمعهد حدد الأصول التكنولوجية للاستفادة منها في مجال تسويق التكنولوجيا، إلى جانب إدارته لشبكة عالمية من خدمات المعلومات التكنولوجية بهدف دعم التسويق التجاري للتكنولوجيا وإبراز فعالية الاستثمار في مجالات البحث والتطوير.

وفي هذا الصدد، قال كيم: “ليس للبحوث العلمية أي مغزى ما لم يكن لها جانب تطبيقي وعملي مفيد للناس والمجتمع. ويتطلب التسويق التجاري للتكنولوجيا الكثير من الوقت والمال، وهما لا يتوفران دائمًا. وتحظى كوريا بمكانة متقدمة في الاستثمار والبحوث، لكنها متأخرة في مجال التسويق التجاري، ومن هنا تبرز ضرورة إطلاق البرامج التي تدعم نقل التكنولوجيا. وهذا ما يفعله البنك الوطني للتكنولوجيا، ولهذا ندرك قيمة التبادل الثري بين معهد كوريا للتطوير التكنولوجي، وقطاع البحوث والتطوير في مؤسسة قطر، وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في مجال تبادل المعرفة والخبرات حول أفضل الآليات، وبرامج ريادة الأعمال الناجحة، والسياسات الصناعية الملائمة، بالإضافة إلى فرص الإشراف والتوجيه”.

وعرض كبار المسؤولين في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا برامج الواحة الفعالة في مجال الدعم، التي حققت نجاحًا باهرًا من خلال تمكين المبتكرين الشباب، وتقديم مساهمات إيجابية في العديد من القطاعات بدولة قطر منذ إطلاقها. وجدير بالذكر أن برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية التابع لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وهو برنامج مكثّف مدته ثلاثة أشهر صُمم لتوفير التدريب والإرشاد للمبتكرين، يعكف حاليًا على مراجعة طلبات التقديم في دورته الرابعة لمساعدة أصحاب المشاريع الطموحين في تحويل أفكارهم إلى منتجات تجارية، تلبي احتياجات الأسواق المحلية والدولية. ويمثل البرنامج ركيزة جوهرية لرواد الأعمال الواعدين، ويقدم لهم كل ما يحتاجونه من دعم وإرشاد خلال المراحل الأولى من تحويل الفكرة إلى واقع عملي.

كما تقدّم واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا برنامج الحاضنة للمشاريع الواعدة في مجال التكنولوجيا لمدة عامين، والذي يهدف إلى تعزيز مناخ ريادة الأعمال ونشر روح الابتكار في دولة قطر، حيث يوفر البيئة الملائمة والداعمة لتأسيس الشركات الناشئة ونموها وازدهارها من خلال تيسير الأعمال، والتمويل، وتوفير المساحة المكتبية، والخدمات المتنوعة لدعم الأعمال.