استضافت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، مؤخراً، فعاليات يوم عرض المشاريع لبرنامجها الخاص بتسريع تطوير المشاريع التكنولوجية في دورته الثالثة، والذي أقيم في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.

ويهدف يوم عرض المشاريع إلى تأمين منصة فريدة من نوعها لأصحاب المشاريع الطموحين، وخبراء التقنية المبدعين في دولة قطر، بما يساهم في جسر الهوة بين الابتكارات البحثية واحتياجات السوق الفعلية، من خلال التنسيق بين روّاد الأعمال المشاركين مع المستثمرين في مختلف القطاعات الاقتصادية المزدهرة في الدولة.

ويساهم البرنامج في تزويد روّاد الأعمال المشاركين بالتدريب اللازم والبرامج التوجيهية المناسبة لضمان جدوى أفكار أعمالهم، بما يتناسب مع الأولويات التي حددتها الاستراتيجية الوطنية للبحوث.

وشهد يوم عرض المشاريع تقديم 19 مشروعًا مبتكرًا، تشمل مختلف القطاعات في دولة قطر، من بينها قطاعات الصحة، والإنشاءات، والطاقة، والتقنيات اللاسلكية، والزراعة، والتعليم، والرعاية الصحية، والاتصالات، بحضور عدد من كبار المستثمرين ورجال الأعمال.

وتحدث السيد حمد الكواري، المدير العام لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، في افتتاح فعالية يوم عرض المشاريع، قائلاً: “أثبت برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية نجاحه المستمر، حيث يتمتع خبراؤنا ومدربونا بخبرات كبيرة في مجالات البحوث والتكنولوجيا وديناميكيات السوق، وهو ما يساعد الواحة على تقديم برنامج رفيع المستوى يدعم ريادة الأعمال لأصحاب المشاريع الطموحين في الدولة”.

وأضاف: “تمثل مسألة إنشاء المزيد من الشركات الصغيرة ضرورة ملحة، خاصة مع التزام قطر بتعزيز التنمية الاقتصادية. وتحمل المشاريع المختلفة المشاركة في هذا اليوم إمكانيات كبيرة لروّاد الأعمال الذي يفكّرون بشكل استراتيجي مبتكر، لتحقيق الازدهار الاقتصادي. ونحن، في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، نؤمن بضرورة اعتماد نهج شامل لتعزيز ريادة الأعمال في قطر، بالتزامن مع جهودنا في تعليم أساسيات الريادة، والتوجيه التقني، والفرص الاستثمارية والتوعية. ويُعّدُ برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية مثالًا حيًا على جهودنا في هذا المجال، ونحن فخورون به”.

ويعد نظام QSAF مشروعًا للزراعة الذكية في قطر، يعتمد على نظام سحابي لإدارة تقنيات الزراعة عن بُعد. ويهدف هذا النظام إلى الحد من التدخل البشري وتأمين المراقبة والتحكم عن بُعد في العوامل البيئية المسببة للاحتباس الحراري. يقول سفيان رويبية، عضو الفريق الذي عمل على هذا المشروع: “لقد تعلمنا الكثير من فريق مدربي وخبراء الواحة بخصوص كيفية تطوير فكرتنا التكنولوجية وتسويقها، حيث كان برنامج تسريع تطوير الأعمال مفيدًا للغاية بالنسبة لنا، ومواكبًا لتطورنا في كل خطوة لضمان وصولنا إلى مرحلة عروض مشاريع الأعمال بنجاح، وفي فترة قياسية من الزمن. ونحن اليوم جاهزون لخوض مرحلة العرض، كما أننا واثقين للغاية من قدرتنا على جذب الاستثمارات والمضي قدمًا لتحقيق النجاح”.

بدوره، يحول ابتكار “ألترا ديزل” مخلّفات الشحوم إلى زيوت خفيفة ووقود ديزل ومواد صلبة. وتكمن القيمة الإضافية لهذه المعالجة في تحويل المخلفات إلى مواد قابلة للاستخدام في السوق اليوم، بدلاً من رميها. يقول عيسى النصر، المشارك في الفريق الذي عمل على تطوير هذا الابتكار: “من خلال برنامج تسريع تطوير مشاريع الأعمال التكنولوجية، توفر واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا فرصة كبيرة لبلورة الابتكارات بطريقة تكتسب فيها زخمًا وتصبح قابلة للتسويق. ولم تدخر الواحة جهدًا في تزويدنا بمجموعة من المبادئ التوجيهية لضمان نجاح مشروعنا. وقد استفدت، كرجل أعمال، من البرنامج عبر تطوير أفكار تكنولوجية بطريقة أكثر استراتيجية وكفاءة.”

وأضاف: “تتمثل الفرصة الأهم التي تقدمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في التواصل مع الجهات الاستثمارية والشركات الصغيرة والمتوسطة الأخرى، لدراسة ردود فعل السوق تجاه المشروع المقترح، وهي فرصة ثمينة ساعدتنا في رؤية الصورة الأكبر وإيصال فكرة مشروعنا لشريحة أكبر من رواد الأعمال”.

وكان البرنامج قد شهد، منذ انطلاقه، اهتمامًا متزايدًا من قبل المبدعين ورواد الأعمال، حيث استقبلت الواحة 27 طلب انتساب في الدفعة الأولى، و57 طلبًا في الدفعة الثانية، بينما وصل عدد الطلبات في الدفعة الحالية الى 103 طلبًا. وتنهمك الواحة حاليًا في تقييم 269 طلبًا من الطلبات المتقدمة للبرنامج في الدفعة الرابعة المرتقبة، وهو دون شك عدد قياسي.

ويتميز برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية الذي تقدمه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بأنه برنامج مكثف يمتد لثلاثة أشهر، مصمم لتوفير التدريب والإرشاد لأصحاب المشاريع الطموحين لمساعدتهم على تحويل أفكارهم إلى منتجات أو خدمات قابلة للتسويق. ويجمع البرنامج بين التمويل والتوجيه، بالإضافة إلى تحديد ثلاثة أهداف واضحة تتمثل في إنشاء نموذج أولي، ووضع دراسة الجدوى التجارية، وفتح قنوات للتواصل مع المستثمرين المحتملين.