واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بمؤسسة قطر تستضيف جلسة “التقي مع الخبير” لمناقشة الحفاظ على الشعاب المرجانية وإعمارها في قطر

وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تمثّل الشعاب المرجانية مصدر رزق مباشر وغير مباشر لنحو مليار شخص في العالم، من خلال العديد من خدمات النظم البيئية التي تقدمها. ومع ذلك، فإن بقائها مُعرّض لخطر الانقراض بسبب الأزمات المناخية التي تساهم في ارتفاع درجات حرارة المحيطات، وارتفاع مستوى حموضتها، بالإضافة إلى التلوّث البيئي.

وعلى هذه الخلفية، استضافت جلسة “التقي مع الخبير”، التي نظمتها مؤخرًا واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، خبراء من مركز توتال إنرجيز للأبحاث في قطر، وجامعة قطر لإلقاء محاضرة عامة حول أهمية دور مشروع “QataReef” في الحفاظ على الشعاب المرجانية في قطر، وإعادة إعمارها، وتقديم آخر المستجدات حول المشروع.

وشدد يوسف الصالحي، المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا على أهمية رفع مستوى الوعي حول موضوع تغير المناخ والحفاظ على الشعاب المرجانية في قطر، وقال: “نحن فخورون بتوفير منصة تمكّن الخبراء من نشر معارفهم، وحشد الدعم المجتمعي، والتي في هذه الحالة ذات صلة بالحفاظ على الحياة البحرية. لقد حان الوقت للتحرّك والمبادرة، حيث توفّر الشعاب المرجانية موطنًا أساسيًا لـ 25% من الحياة البحرية في العالم، ومشاهدتها تتدهور دون التحرك لإنقاذها ستكون لها تداعيات سلبية كبيرة على قطاع صيد الأسماك والإمدادات الغذائية، وصحة الإنسان والبيئة الطبيعية”.

ويتوقع العلماء أنه حتى لو تم الحفاظ على الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، فإن ما يصل إلى 90% من الشعاب المرجانية قد تختفي بحلول عام 2050 بسبب موجات حرارة المحيط المزمنة (بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة). وتمثل الشعاب المرجانية أحد الأصول الطبيعية الأكثر أهمية من الناحية البيولوجية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة العربية وخاصة في قطر. وقد أدت الضغوط مثل ارتفاع درجات حرارة مياه البحر، وزيادة نسبة الملوحة، والتنمية على الشريط الساحلي إلى تحولات في الشعاب المرجانية في جميع أنحاء المنطقة في السنوات الأخيرة.

على مدى السنوات الأربع الماضية، عملت شركة توتال إنرجيز قطر، عضو في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة قطر على مشروع مشترك – “QataReef” – لمعالجة الوضع باستخدام حلولٍ مبتكرة لتقليل تدهور الموائل الطبيعية بالإضافة إلى الحفاظ على الشعاب المرجانية وإعادة إعمارها في قطر.

وعلّق الدكتور أليكسي جودينا، مدير مشروع التنمية المستدامة في شركة توتال إنرجيز قطر، خلال الجلسة قائلًا: “تقوم توتال إنرجيز بتنفيذ إجراءات ملموسة للحفاظ على التنوع البيولوجي في مشاريعنا وأنشطتنا. بالإضافة إلى دور قطر كدولة إستراتيجية لشركة توتال إنرجيز في إنتاج الطاقة، توفر قطر ظروفًا ممتازة لاختبار ونشر مشاريع البحث والتطوير البيئية بفضل وجود شركاء جامعيين يتميزون بمهارات علمية عالية مثل جامعة قطر، والظروف الجوية الملائمة لاختبار العديد من برامج البحث والتطوير التجريبية.”

وتابع: “يتيح لنا مشروع QataReef تقديم معرفتنا في العمليات البحرية، والعمل عن كثب مع الفريق الأكاديمي بجامعة قطر لإعادة إعمار الشعاب المرجانية المتدهورة في قطر. هناك صلة مباشرة بين الشعاب المرجانية والأمن الغذائي لدولة قطر، حيث أن ما يقرب من 50% من الثروة السمكية في مياه قطر تأتي من الشعاب المرجانية. وقد نجحنا من خلال هذا المشروع في نشر الشعاب المرجانية بطريقة اصطناعية في المياه الإقليمية القطرية، وستتم مراقبتها لمدة عامين، على أمل تحقيق نتيجة إيجابية”.

من جانبه، قال الدكتور رضوان بن حمادو، أستاذ مشارك في العلوم البحرية، ورئيس مجموعة أبحاث الحفظ والاستعادة البحرية في جامعة قطر: “يُعتبر تعاوننا المستمر مع توتال إنرجيز مثمرٌ للغاية، حيث أتاحت الموارد والوسائل المُقدّمة نشر الشعاب المرجانية الاصطناعية التي تتم مراقبتها بالفعل منذ أربعة أشهر. بالإضافة إلى ذلك، تمكنا من اكتشاف أنواع جديدة من الشعاب المرجانية التي تتخذ من منطقة الخليج العربي موطنًا لها”.

وتابع: “من المؤسف أن معظم الناس لا يدركون أهمية الشعاب المرجانية، لأنهم لا يفهمون الصلة المباشرة بينها وأمننا الغذائي، حيث تحتاج الأنواع السمكية في بحارنا إلى الشعاب المرجانية لتنمو وتعيش، ويمكن أن يؤدي انخفاض عدد الشعاب المرجانية إلى تداعيات سلبية خطيرة على اقتصادنا بسبب تراجع انتاج الصيد البحري في منطقة الخليج بأكملها”.

وأضاف: “سُعدت بالمشاركة في جلسة التقي مع الخبير في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، التي تمثّل منصة للتعريف بجهودنا البيئية، وآمل من خلال تعاوننا مع توتال إنرجيز إحداث فرق في مواجهة تدهور الشعاب المرجانية الأصلية هنا في أكثر بحار العالم حرارة، والمتواجد في قطر”.

جديرٌ بالذكر أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا نهدف من خلال سلسلة التقي مع الخبير إلى مواصلة استضافة خبراء القطاع لمشاركة وجهات نظرهم حول الموضوعات الرئيسية، بالإضافة إلى مناقشة واقتراح حلول عملية ومؤثرة لبيئتنا واقتصادنا.