واجه مجال الرعاية الصحية، على مدى العامين الماضيين، طفرة كبيرة حيث ظهرت خلال هذه الفترة الإمكانات الحقيقية لتكنولوجيا الرعاية الصحية، وذلك بعد أن أكدت جائحة كوفيد-19 على أهمية أنظمة الرعاية الصحية الرقمية المرنة في المقام الأول من أجل تقديم الرعاية المثالية للمرضى، وكان الابتكار في الرعاية الصحية يحتاج عادة سنوات للوصول إليه، إلا أنه أصبح يتحقق في أشهر قليلة فقط حيث يتسابق مقدمو التكنولوجيا مع الوقت لتلبية الطلب الجديد.

في هذا السياق، أعلنت مؤخرًا شركة “ميدي”، منصة المواعيد مع الأطباء في قطر والحاصلة على دعم استثماري من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا عبر صندوق تمويل المشاريع التقنية، أنها سيتم الاستحواذ عليها من طرف شركة “هيليوم الصحية”، المزود الرائد لتكنولوجيا الرعاية الصحية في إفريقيا.

وعلّق السيد يوسف الصالحي، المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر: “يعتبر الاستحواذ على شركة ميدي انعكاسًا لتطوّر الشركات الناشئة ومنظومة الابتكار في قطر نحو النضج والمرونة”.

وأضاف: “إنه يوضح الثقة في التقنيات التي طورها المبتكرون المحليون، والتي تحقق تأثيرًا عالميًا وتتوسع الآن خارج قطر، على الصعيدين الإقليمي والدولي”.

من جانبه، قال عابد خطاب، الرئيس التنفيذي للعمليات في “ميدي”: “لقد ثبت أن رقمنة الرعاية الصحية أمرًا بالغ الأهمية في مواجهة العديد من التحديات والأزمات الحالية في مجال الرعاية الصحية.”

وزاد: “ميدي هي شركة رائدة في مجال الرعاية الصحية الرقمية، حيث تقدم حلولاً لكل من المرضى ومنشآت الرعاية الصحية للمساعدة في المضي قدمًا بقطر والمنطقة الأوسع نحو مستقبل أكثر صحة وإشراقًا”.

تشمل الحلول المقدمة من شركة “ميدي” منصة تحديد المواعيد مع الأطباء، ومنتج التطبيب عن بعد لإدارة المواعيد ومراجعات المرضى، بالإضافة إلى حلول تسويقية للمستشفيات لتحسين حضورها عبر الإنترنت، واستقطاب مرضى جدد. حتى الآن، سهلت الشركة أكثر من 200,000 موعد، مع تمكين مقدمي الرعاية الصحية من توليد ما يقرب من 130 مليون دولار أمريكي من الإيرادات.

وبدأت شركة “ميدي” كمشروع جامعي في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر. ثم تم احتضان الشركة في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا ، لتتلقى بعد ذلك الاستثمار عبر صندوق تمويل المشاريع التقنية. وفي هذا السياق، قال الدكتور داني رمضان، مدير الاستثمار في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا: “تعتبر ميدي مثالًا مناسبًا عن الشركات الناشئة الناجحة في الاستفادة من العناصر المختلفة لسلسلة القيمة التي يقدمها قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك مجموعة واسعة من برامج الدعم التي يمكننا تقديمها لرواد الأعمال والمبتكرين الطموحين”.

وتابع: “تتمثل إحدى الركائز الأساسية لصندوق تمويل المشاريع التقنية في عرض كيفية إيجاد منظومة التعليم والبحوث التطبيقية في مؤسسة قطر حلولًا ملائمة محليًا لكنها قابلة للتطوير عالميًا. ويكتمل هذا بدعمٍ أساسي من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا للطلاب في المدينة التعليمية. وتشير رؤية تقدم الفريق ميدي من الطموح الأكاديمي في جامعة كارنيجي ميلون في قطر إلى مرحلة الاستحواذ على المستوى الدولي، إلى الصحة الكامنة للمنظومة التي عملنا بجد على تطويرها”.

وقال هاريس أغادي، الرئيس التنفيذي لشركة “ميدي”: “مثّل أول استثمار لصندوق تمويل المشاريع التقنية في ميدي نقطة تحوّل في مسيرتنا من فكرة مشروع إلى التنفيذ. لقد ساعدنا في الانتقال من الفكرة إلى إنشاء منتج مباشر وإطلاقه في السوق. علاوة على ذلك، اعتمد الصندوق منتجنا وعزز مصداقيتنا كشركة ناشئة ساعدت في جذب مستثمرين آخرين. إن ما قدمته لنا واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، والمنظومة الأوسع لقطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر كان الوسيلة لما وصلنا إليه اليوم، لأننا كنا أول شركة ناشئة في قطر تحصل على الاستثمار في مرحلة الإطلاق، ومن ثم يتم شراؤها من قبل لاعب راسخ في سوق التكنولوجيا الصحية مثل هيليوم “.

وأضاف: “تعد قطر سوقًا فريدة من نوعها نظرًا لوجود الكثير من الفرص ضمن بنيتها التحتية لجعل الخدمات، عبر كل قطاع بما في ذلك الرعاية الصحية، في متناول الجميع. هذا يخلق سوقًا هائلاً للحلول القائمة على التكنولوجيا لحل المشكلات الحقيقية. لا يوجد أيضًا العديد من الشركات القائمة التي تحتكر السوق، مما يجعلها ميدانًا متكافئًا للوافدين الجدد لإطلاق منتجاتهم والمنافسة”.

واختتم أغادي بالقول: “أشجع رواد الأعمال في قطر على الاستفادة من البرامج المتعددة المتاحة لدعمنا في تطوير أعمالنا. إنها طريقة رائعة للحصول على آراء عملية على فكرتك وتحسينها لإطلاق المنتج في السوق دون الحاجة إلى موارد كبيرة. كما تمتلك حاضنات الأعمال مثل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا شبكات علاقات رائعة يمكن أن تساعدك في الوصول إلى أول عميل يشتري منتجك، أو مستشارًا، أو مستثمرًا.”

جديرٌ بالذكر أن صندوق تمول المشاريع التقنية من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا هو صندوق استراتيجي لرأس المال الاستثماري يدعم الشركات المحلية المبتكرة ويجذب الشركات العالمية التي تتطلع إلى التوسع في المنطقة وخارجها. يساهم صندوق تمويل المشاريع التقنية في تنويع الاقتصاد القطري من خلال الدعم الذي يقدمه للشركات الناشئة، بما في ذلك “ميدي”. يوفر الصندوق فرصًا لمؤسسي التكنولوجيا ورجال الأعمال المحليين والإقليميين والعالميين للحصول على تمويل مرحلة الإطلاق، ورأس المال الإضافي. كما يهدف إلى تقليل حواجز دخول السوق أمام عملية إطلاق شركة تكنولوجيا في قطر، مما يجعل السوق أكثر سهولة بالنسبة للمؤسسين.

للتقديم ومعرفة المزيد عن صندوق تمويل المشاريع التقنية من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، يرجى زيارة: https://qstp.org.qa/tech-venture-fund