عقدت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا جلسة نقاشية ثانية في إطار سلسلة ندوات تكنوفيت تحت عنوان “ميتيس والطريق من قطر إلى سيليكون فالي: واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تنتقل بفريق رائع من المحلية الى العالمية”. واستضافت الجلسة مؤسسي شركة “ميتيس لاب”، وهي إحدى الشركات المستفيدة من برامج دعم المبتكرين التي تقدمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، حيث تستعد الشركة حالياً لممارسة أنشطتها في مدينة سيليكون فالي بولاية كاليفورنيا.

أدار الجلسة الدكتور ماهر حكيم، المدير العام لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، بمشاركة ثلاثة من أعضاء شركة “ميتيس لاب” وهم السيد صبيح بن وسي، المدير التنفيذي للمشروع ومسؤول التصميم، والسيدة روخسار نياز، مديرة الواجهة الأمامية للمشروع، والسيدة جيدا موسى، مديرة لوحة التحكم بالبرنامج.

وصرَّح السيد ماهر حكيم، خلال تعريفه بفريق “ميتيس لاب”، قائلاً: “أمامنا اليوم نخبة من خريجي جامعة كارنيجي ميلون في قطر ممن دعاهم طموحهم إلى تطوير مشروعهم الخاص بمساعدة برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية الخاص بالواحة عبر الاستفادة من خدمات تمويل المشاريع الناشئة، وأخيراً الانضمام الى مركز حاضنة الأعمال التكنولوجية بواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. لذا، يُعد مشروع “ميتيس” ثمرة لروح ريادة الأعمال التي ترعاها الواحة من خلال برامجها المختلفة بدايةً من تسريع المشاريع مروراً بالتمويل ومنه إلى حاضنة الأعمال التكنولوجية بواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا”.

وقد ولدت فكرة “ميتيس لاب” من إدراك صبيح بن وسي بوجود فجوة بارزة في السوق الأكاديمية، وذلك خلال فترة دراسته بالجامعة، حيث اكتشف عدداً من الصعوبات التي تحول دون استخدام الطلاب لبرامج التخطيط الأكاديمي بسهولة وسلاسة، مما أدى إلى تعذر تخطيط مساراتهم الدراسية والمهنية بالشكل المناسب.

وبعد أشهر من الأبحاث والعمل الجاد والتطوير، كشف الفريق النقاب عن برنامج “ميتيس” المصمم لاستكمال المنهج الأكاديمي في الجامعات على أساس التخطيط للإيفاء بمتطلبات دراستهم والتخرج خلال فترة قياسية.

وفور إنجازهم لمشروع “ميتيس”، نجح رواد الأعمال الشباب في الانضمام إلى برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية الذي تستضيفه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، حيث شاركوا في دورات تدريبية وتوجيهية مكثفة على مدى 12 شهراً بالتعاون مع مركز الفيصل – كارنيجي ميلون للابتكار في ريادة الأعمال، وتلقوا الدعم والإرشاد اللازم لتسريع تطوير مشروعهم الريادي. وساعد التمويل المقدم من الواحة على دعم تطوير برنامج “ميتيس” لفترة 18 شهراً، حيث جعلوا منه منتجاً قادراً على المنافسة في الأسواق العالمية، كما قامت حاضنة الأعمال في الواحة بتسجيل “ميتيس” رسمياً كشركة تكنولوجية ناشئة في الدوحة.”

بدوره، علَّق بن وسي خلال كلمته، قائلاً: “يواجه رواد الأعمال الشباب العديد من التحديات في بداية الطريق، ومنها المشاكل المتعلقة بالميزانية، والتي كان من الممكن أن تحول بيننا وبين إجراء البحث والتطوير اللازم لإنجاز المشروع على أكمل وجه. وقد كان لبرامج الواحة أكبر الأثر في مساعدتنا على تخطي تلك العقبات واستكمال نجاحنا، حيث قدم لنا البرنامج كافة المرافق وأوجه التمويل اللازمة”.

وسيتوجه هذا الفريق الرائع إلى الولايات المتحدة، نهاية الشهر الجاري، للمشاركة في برنامج “ألكيميست” لتسريع تطوير المشاريع التكنولوجية الذي تستضيفه جامعة ستانفورد، ويهدف إلى تقديم الدعم والتوجيه في ريادة الأعمال على مدى ستة أشهر. وسيحظى فريق “ميتيس” بفرصة قيمة للتواصل مع نخبة من العاملين في القطاع التكنولوجي والاستفادة من تجارب الشركات التكنولوجية الناشئة المشاركة في البرنامج، فضلاً عن استفادتهم من فرص التمويل والدورات الإرشادية المكثفة.

وصرَّح الدكتور ماهر حكيم بالقول: “يستدعي تطوير المشاريع الناشئة قدراً كبيراً من الجهد والوقت والتجربة، فضلاً عن تضافر جهود البرامج والخدمات الداعمة لضمان نجاح المشروع على المدى البعيد. لذا، ينبغي توفير السياق والبيئة المناسبة لرعاية رواد الأعمال الشباب منذ البداية، وتزويدهم بأكبر قدر ممكن من الفرص لمساعدتهم في تطوير مشاريعهم، وهو ما نسعى إليه عبر إشراك رواد الأعمال الشباب في برامج الحاضنة وتزويدهم بفرص الإرشاد والتدريب والتمويل، إلى جانب مساعدتهم على التواصل مع شبكة الابتكار التكنولوجي الإقليمية والعالمية”.

وتهدف سلسة ندوات تكنوفيت، التي تُقام برعاية واحة قطر، إلى استقطاب كافة فئات المجتمع التكنولوجي المحلي لمناقشة آخر القضايا والمستجدات في عالم الابتكار وريادة الأعمال.

وتأتي الندوة في إطار انطلاق مرحلة جديدة من أنشطة واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وترمي إلى تركيز أنشطتها حول الابتكار، وإيجاد الحلول المثمرة لمصلحة ريادة الأعمال في قطر. وسوف تدير الواحة عملياتها كحاضنة تكنولوجية للمشاريع الحديثة، بهدف جذب مختلف المبتكرين التكنولوجيين تحت مظلتها، وتزويدهم بكافة المرافق المتطورة والخدمات الاستشارية المطلوبة.