تمحور موضوع النسخة الأخيرة من سلسلة جلسات “التقِ مع الخبير” التي تنظمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، حول دور الذكاء الاصطناعي في التعلم الأكاديمي والمهني.

وجمعت الحلقة النقاشية، التي قادتها شركة “سايفر ليرنينج”، عضو واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، خبراء من الأوساط الأكاديمية والمهنية لدراسة إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز نتائج التعلم للأفراد في بيئات التعليم والعمل. وساعدت الجلسة في تطوير فهم واسع النطاق لآثار الذكاء الاصطناعي على التعليم عبر تقييم الفوائد والمخاوف المتعلقة بهذا التقدم التكنولوجي.

وفي معرض حديثه خلال الجلسة، أكد إياد الجابري، كبير المسؤولين التقنيين والمدير العام لشركة “سايفر ليرنينج”، أن الشركة تعمل من خلال شراكة استراتيجية مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي القطرية على تطوير الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية بالمدارس العامة في دولة قطر، حيث نشرت الشركة منصتها “كيو إديوكيشن” (Q-education) في المدارس المحلية منذ أوائل عام 2022 وحققت فوائد ملحوظة للمعلمين والمتعلمين.

وقال الجابري: “تنعكس إحدى المزايا الأساسية للذكاء الاصطناعي في قيمته في إضفاء الطابع الشخصي على العملية التعليمية، حيث يمكن للمعلمين تخصيص رحلة التعلم لكل طالب بناءً على احتياجاته الفردية باستخدام رؤى من منصات ترتكز في عملها على الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: “نحن حاليًا بصدد إطلاق حلول من شأنها مساعدة المعلمين عبر أتمتة المهام، وهو ما سيسمح لهم بتوفير الجهد والوقت وتعزيز إنتاجيتهم بشكل أساسي. وينصب تركيزنا أيضًا على تمكين الطلاب من خلال هذه التكنولوجيا لكي يتمكنوا من التحكم بشكل أكبر في رحلة تعلمهم والتقدم بالسرعة التي تناسبهم.”

وطرحت الدكتورة ميامن الطائي، الأستاذ المساعد في تكنولوجيا التعليم وتعليم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، ومنسق التقييم والاعتماد بجامعة قطر، وجهة نظرها وذكرت أن هذه التكنولوجيا زودت المعلمين بإمكانية وصول أكبر إلى البيانات والأفكار ذات الصلة التي يمكن استخدامها لتقييم تقدم كل طالب بكفاءة وتعديل الدروس وخطط التقييم وفقًا لذلك. وفي معرض حديثها عن الطرق التي تدعم من خلالها جامعة قطر الطلاب لتبني التكنولوجيا الجديدة، قالت الدكتورة ميامن إن التكنولوجيا أصبحت المهارة الأساسية الخامسة التي يتم تدريسها للطلاب بعد القراءة والكتابة والاستماع والتحدث.

كما شارك في الحلقة الدكتور سانجاي تشاولا، مدير أول الأبحاث في جامعة حمد بن خليفة، الذي تحدث عن مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي تكنولوجيا للذكاء الاصطناعي تنتج أنواعًا جديدة من المحتوى بناءً على مجموعة متنوعة من الأوامر التي يصدرها المستخدم. ولفت الانتباه إلى مسألة تعقيد اللغة عند التفاعل مع النماذج القائمة على الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن المحتوى الناتج قد يفتقر في بعض الأحيان إلى الأهمية. وأكد الدكتور سانجاي أن الجهود جارية في المنطقة، بما في ذلك داخل جامعة حمد بن خليفة، لبناء نماذج لتعلم اللغة العربية تتضمن لهجات مختلفة بهدف السماح للمستخدمين في المنطقة بإنشاء محتوى رقمي باللغة العربية.

بدوره، شدد جوني كرم، أخصائي حلول التعليم الإقليمي في شركة مايكروسوفت، على أهمية الابتكار المستمر في تطوير أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لضمان تحقيق تأثير أوسع. وضرب كرم مثالاً ببرنامج “كوبايلوت” الذي طورته شركة مايكروسوفت بهدف الرفع من الإنتاجية في مكان العمل عبر إنشاء رسائل البريد الإلكتروني والعروض التقديمية ومحاضر الاجتماعات، وغيرها من المهام الأخرى. وأشار كرم إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي في تقديم حلول مفيدة للأفراد والمؤسسات في شركات الأعمال والمؤسسات التعليمية. كما سلط الضوء على دور مايكروسوفت في طرح الذكاء الاصطناعي التوليدي للجماهير في إطار التزامها بتمكين الشركات الناشئة وشركات الأعمال بأحدث وسائل التكنولوجيا.

وفي حديثه عن موضوع الخصوصية والأمن في استخدام الذكاء الاصطناعي، أكد كرم على ضرورة الالتزام بالمسؤولية الجماعية في هذا المجال. وقال إن الجهود المشتركة لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الباحثين والمعلمين ومطوري التكنولوجيا والهيئات الحكومية، سوف تنعكس في الأطر المستقبلية التي تدعم الاستخدام المسؤول لأدوات الذكاء الاصطناعي.

وعلق السيد عيسى محمد الجمالي، مدير العلاقات في واحة العلوم والتكنولوجيا في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، قائلاً: “يتطلب اعتماد التكنولوجيا المبتكرة فهمًا لآثارها على الصعيدين الأخلاقي والاجتماعي. ومع تزايد تأثير الذكاء الاصطناعي على مختلف جوانب الحياة البشرية، من الأهمية بمكان مناقشة وتقييم كيفية نشر هذا التقدم التكنولوجي في مجالات التعليم والتعلم لتحسين قدرات المتعلمين وتطوير مهارات الإبداع والابتكار. ومن خلال مثل هذه الجلسات، تتحمس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا لتعزيز الحوار حول الموضوعات المهمة التي نأمل في أن تشجع على إجراء المزيد من البحوث العلمية والمشروعات التعاونية.”

وتجمع سلسلة “التقِ مع الخبير”، التي تنظمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، خبراء محليين ودوليين وقادة مهنيين وأكاديميين وباحثين لتسليط الضوء على الحلول القائمة على التكنولوجيا وأفضل الممارسات في المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية لدولة قطر.

لمعرفة المزيد حول هذه السلسلة، أو متابعة الجلسات المقبلة، يرجى زيارة:  https://qstp.org.qa/qstp-expert-series