في إطار سلسلة جلسات “التقِ مع الخبير”، استضافت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، مؤخرًا حلقة نقاشية ضمت خبراء محليين وعالميين من الأوساط الصناعية والأكاديمية لمناقشة كيف تساعد الحلول الرقمية في إدارة تعقيد الشبكات الكهربائية لتحقيق عملية التحول لاستخدام موارد الطاقة المستدامة.

وسلطت الجلسة، التي نظمها مركز إيبردرولا للابتكار في الشرق الأوسط، وهو مركز ابتكار عالمي رائد يقع في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا ويعمل على تطوير حلول رقمية مبتكرة لمواجهة التحديات الحرجة في مجال الطاقة، الضوء على قيمة التعاون بين الباحثين والمبتكرين والقيادات الصناعية لتعزيز المرونة والاستقرار في قطاع الشبكات الكهربائية.

وبهذه المناسبة، صرَّح السيد سانتياغو باناليس، المدير الإداري لمركز إيبردرولا للابتكار في الشرق الأوسط، قائلاً: “من بين التحديات الرئيسية التي تواجه الجهود الرامية لدمج كميات متزايدة من مصادر الطاقة المتجددة في الشبكات الكهربائية ضمان تحقيق التوازن المستمر بين توليد الطاقة والطلب المتنامي عليها، وبالتالي العمل على استقرار منظومة الطاقة. ويُعدُ الابتكار في التكنولوجيا الرقمية مثل استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وحوسبة الحواف أو الذكاء الاصطناعي التوليدي أمرًا بالغ الأهمية لحل هذا اللغز، حيث تساعد هذه التقنيات شركات الطاقة ومشغلي الشبكات وتجار التجزئة والمستهلكين على التنبؤ بالحالة المستقبلية لمنظومة الطاقة وبالتالي التصرف مسبقًا لتحقيق هدف التخلص الكامل من الانبعاثات الكربونية من سلسلة القيمة في قطاع الطاقة.”

وتضمنت الجلسة محاضرات ألقاها خبراء دوليون من بينهم إيلينا ليون مونيوز من شركة إيبردرولا والرئيسة السابقة للشبكات العالمية في شركة إيبردرولا. وشددت إيلينا خلال محاضرتها على أن كهربة الطلب عنصر أساسي في مجال تحول الطاقة، مشيرةً إلى أن “الطلب العالمي على الكهرباء يجب أن يتضاعف من الآن وحتى عام 2050 لتحقيق سيناريو الانبعاثات الصفرية؛ وبالتالي، يجب أن يتناسب الاستثمار في الشبكات مع الاستثمار المتوقع في توليد الطاقة المتجددة إلى مستوى يصل إلى 600 مليار دولار سنوياً في عام 2030 و800 مليار دولار سنوياً في الفترة من 2031 إلى 2040″.

بدوره، سلَّط الدكتور أغوستي إيجيا ألفاريز، الأستاذ المشارك في جامعة ستراثكلايد، والحاصل على زمالة الأكاديمية الملكية للهندسة الصناعية في شبكات الطاقة الاسكتلدنية، الضوء على البحوث التعاونية بين شبكات الطاقة الاسكتلندية والجامعات في قطر ومركز إيبردرولا للابتكار في الشرق الأوسط لضمان استقرار الشبكات في المملكة المتحدة نظرًا لتزايد حصة مصادر الطاقة المتجددة في منظومة الطاقة.”

وضمت قائمة المتحدثين الآخرين في الجلسة الدكتورة لولوة الفقيه، الأستاذ المشارك في جامعة حمد بن خليفة؛ عضو مؤسسة قطر، والدكتور هيثم أبو الرب، الأستاذ بجامعة تكساس إي أند أم في قطر؛ إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، والدكتور نادر مسكين، الأستاذ بجامعة قطر. وناقش المشاركون دور الابتكار الرقمي في مواجهة التحديات المتعلقة بدعم الشبكة وتوسيعها واستقرار منظومة الطاقة وقدرتها على استيعاب مصادر الطاقة المتجددة. وسلطوا الضوء على تعاونهم مع مركز إيبردرولا للابتكار في الشرق الأوسط في مشاريع محددة للبحوث والتطوير تركز على إدخال تحسينات على الشبكة باستخدام وسائل التكنولوجيا الرقمية المتقدمة.

وعلَّق المهندس أحمد السعيد، مدير إدارة الواحة والمنطقة الحرة في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، قائلاً: “لقد استدعت المخاوف المتزايدة بشأن تغير المناخ والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية الاعتماد بشكلٍ أكبر على مصادر الطاقة المتجددة. ومع ذلك، يرتبط دمج هذه المصادر المتجددة بمجموعة من التحديات التي تتطلب البحث والابتكار المستمر. وقد أظهرت هذه الجلسة الدور المحوري لتطوير التكنولوجيا، وتحديدًا في مجال الشبكات الكهربائية، في تسريع جهود التنمية المستدامة لتوفير مستقبل يتسم بكفاءة استخدام الطاقة للجميع.”

وتجمع سلسلة جلسات “التقِ مع الخبير”، التي تنظمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، ما بين خبراء محليين ودوليين وقيادات صناعية وأكاديميين وباحثين لتسليط الضوء على أفضل الممارسات والحلول القائمة على التكنولوجيا التي تركز على المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية لدولة قطر. وتهدف هذه السلسلة إلى تعزيز الابتكار وريادة الأعمال لتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي والاستدامة في قطر.

للتعرف على المزيد من المعلومات عن السلسلة، أو متابعة الجلسات القادمة، يرجى زيارة: https://qstp.org.qa/qstp-expert-series