استضافت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا ورشة عمل حول التطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي في مجال اللغة العربية، حيث سلطت الضوء على تجليات الفوائد التي تحققها هذه التطبيقات بالنسبة للشركات المحلية في قطر، لا سيما تلك التي تنشط في مجال البحوث والتطوير.

وقد أشرف على تقديم الورشة خبراء من شركة “آي هورايزونز”، وهي شركة استشارية قطرية رائدة في مجال البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات، وشركة عضو في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.

وقد ركزت الجلسة، التي اندرجت ضمن سلسلة “التقِ مع الخبير”، على استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال معالجة اللغة الطبيعية، وتحديدًا اللغة العربية. وتجدر الإشارة إلى أن “معالجة اللغة الطبيعية” هي فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يتيح لأجهزة الحاسوب فهم اللغة البشرية وإنشائها ومعالجتها. وتتم الاستعانة بهذه التقنية لتسهيل التفاعل بين الإنسان والآلة، كروبوتات المحادثة والمساعدين الافتراضيين والمترجمين الرقميين والنماذج اللغوية الشائعة، مثل روبوت الدردشة “شات جي بي تي”.

وقد استفاد من خدمات شركة “آي هورايزونز” نحو 95 مليون عميل على مستوى العالم، وقدمت نحو 3.7 مليار تجربة رقمية من خلال حلول الأعمال الخاصة بها منذ انطلاقتها عام 1996. وتعمل الشركة على تمكين الشركات عبر مختلف الصناعات، عبر مجموعة من الخدمات التي تركز على التحول الرقمي والحوسبة السحابية وتطوير تطبيقات الهاتف المحمول.

وحول تقنيات اللغة العربية، قال محمد التكريتي، المدير التنفيذي لشركة “آي هورايزونز”: “إن الشركة تعمل على هندسة تطبيقات في مجالات الأسئلة والأجوبة باللغة العربية، إلى جانب تلخيص المستندات، وتنقية البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي”.

وتطرق التكريتي إلى أحدث جهود الشركة في إنشاء نموذج ذكاء اصطناعي عربي تم تدريبه على قوانين الضرائب في دولة قطر، بحيث يجيب على مختلف أسئلة المستخدمين؛ كما يوفر النموذج مراجع مصاحبة تدعم مصداقية النتائج التي يقدّمها. وعن مميزات هذا النموذج، أضاف قائلاً: “لا تمتلك روبوتات المحادثة القدرة على التعلم أو تقديم ردود منطقية من تلقاء نفسها، بل تعتمد على مجموعة محددة مسبقًا من الإجابات. كما لا تقدم خدمات الدردشة العامة، مثل “شات جي بي تي” إجابات محددة، خاصة فيما يتعلق بالقوانين في بلد ما. فعادة ما تكون ردودهم عامة ومستخرجة من مصادر عبر الإنترنت”.

لذلك، يضيف المتحدث، فإن “آي هورايزونز” تختبر حاليًا هذا النموذج من أجل الدقة والجودة، مبرزًا أن “توليد الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة الحديثة بات لهما تأثير متزايد وسريع على العديد من الشركات والمؤسسات. وتكرس “آي هورايزونز” جهودها للاستفادة من هذه التطورات في اللغة العربية، حيث نقوم بتدريب نماذج رائدة للذكاء الاصطناعي للمساعدة في تلبية احتياجات المؤسسات في قطر لتكون أكثر كفاءة في عملها، وتقديم خدمات جديدة وتحسين تجربة عملائها”. وخلص التكريتي إلى القول: “كلنا حماس لاستكشاف الإمكانات الكبيرة التي تقدمها هذه السُبُل الجديدة، فيما نواصل العمل على دفع عجلة الاقتصاد الرقمي في المنطقة”.

استمتع المشاركون خلال الجلسة بفرصة حصرية للتفاعل مع بعض نماذج الذكاء الاصطناعي التي طورتها “آي هورايزونز”، من خلال طرح أسئلة محددة في هذا المجال، وتلقي ردود مستقاة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وعلّق أحمد العنزي، مدير التخطيط والمبادرة الاستراتيجية في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بالقول: “يساهم الذكاء الاصطناعي في تغيير مشهد الأعمال بسرعة، وتعزيز تجارب العملاء على مستوى العالم. ومن المثير للاهتمام حقًا أن نرى كيف يتم تسخير التكنولوجيا في قطر من قبل الشركات المحلية، مثل “آي هورايزونز”، لتحقيق مكاسب اقتصادية ومستدامة.”

وتجمع سلسلة جلسات “التق مع الخبير”، التي تقدمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، خبراء محليين ودوليين، وقادة الصناعة والأكاديميين والباحثين، لإلقاء الضوء على أفضل الممارسات والحلول التكنولوجية التي تركز على المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية لدولة قطر. وتهدف السلسلة إلى تعزيز الابتكار وريادة الأعمال لتحقيق التنويع الاقتصادي في الدولة، والأهداف التي تتمحور حول قضايا الاستدامة.

لمعرفة المزيد حول هذه السلسلة أو عن جلساتها القادمة، يرجى زيارة  https://qstp.org.qa/qstp-expert-series