شكّل موضوع “الاستفادة من البحوث والتكنولوجيا لتقديم حلول قائمة على الطبيعة” محور أحدث جلسات سلسلة “التقِ مع الخبير”، التي نظمتها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر.

والجدير بالذكر أن الحلول القائمة على الطبيعة هي إجراءات لحماية أو إدارة أو إعادة إحياء نظام بيئي بشكل مستدام يتصدى للتحديات المجتمعية وحماية الناس.

قدّم الجلسة خبراء من مركز “إكسون موبيل” للأبحاث قطر، الشريك الراسخ لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، حيث استعرضوا خلالها المبادرات البحثية الخاصة بالمركز، وكيفية الإفادة من التقنيات المتطورة للحد من المخاطر المناخية، وتشجيع المرونة البيئية وتعزيز جهود الاستدامة في الدولة.

استُهلت الجلسة بمقدمة للتعريف بمركز “إكسون موبيل” للأبحاث قطر، ومساهماته المستمرة في دعم رفاه سكان الدولة، والحفاظ على بيئتها والحياة البحرية فيها. ويُعتبر المركز من بين أوائل المستأجرين الذين باشروا العمل في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في العام 2009 من خلال مركز للأبحاث والتطوير، إذ يشمل مكاتب ومعامل ومرافق للتدريب. وخلال خمس سنوات، استثمر المركز أكثر من 200 مليون ريال قطري في دعم مشاريع بحثية تتّسق مع ركائز الرؤية الوطنية 2030، والحلول القائمة على الطبيعة.

وتصب جهود وخبرات المركز ضمن ثلاث مجالات بحثية متخصصة، هي الإدارة البيئية، وإدارة الموارد المائية، وعلوم الجيولوجيا، مع التركيز على تقييم وتنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة لدعم المبادرات القطرية في هذا المجال.

وعن عقد هذه الجلسة، علّق الدكتور ديفيد بالاندرو، نائب الرئيس ومدير الأبحاث في مركز “إكسون موبيل” للأبحاث قطر، بالقول: “نحن سعداء للمشاركة مع ممثلي الأوساط الأكاديمية والصناعية في قطر في العمل على تطوير تقنيات جديدة للحلول القائمة على الطبيعة، بما يدعم استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي، ويكون لها أثر إيجابي مستدام في الدولة”.

واستعرض الدكتور بالاندرو نتائج دراسة جارية حاليًا تركز على تعزيز التنوع البيولوجي البحري في المناطق الساحلية في قطر، حيث قال: “لقد ساهم رسم خرائط الموائل القاعية، وجمع الحمض النووي البيئي من هذه المناطق، في مساعدتنا على فهم التنوع البيولوجي بشكل أفضل، من حيث ثراء الأنواع وتغطية الموائل. كما سمح لنا بتحديد الإجراءات اللازم تطبيقها لتقديم حلول قائمة على الطبيعة وتعزيز التنوع البيولوجي. الخطوة التالية تتمثل في تطوير الإجراءات المطلوبة لحماية وإدارة النظم البيئية البحرية في قطر وترميمها”.

ومعالجة المياه هي من بين الحلول القائمة على الطبيعة التي يركز عليها مركز “إكسون موبيل” للأبحاث قطر، حيث يتم العمل عليها حاليًا ضمن مرحلة الاختبار المبكر. فمن خلال دراسة المياه المنتجة في قطر – وهي المياه التي تخرج من البئر مع النفط الخام أثناء عملية الإنتاج – تمكن الفريق من تحديد 33 سلالة من الطحالب الدقيقة، القادرة على التحلل البيولوجي للملوثات في هذه المياه. ويخطط المركز لنشر جميع نتائج الاختبارات التجريبية على المستويات الصناعية، لتحديد خيارات قياس وإعادة استخدام هذه المياه، وصولًا للهدف النهائي المتمثل في تعزيز الأمن المائي من خلال إعادة استخدامها.

من جهتها، قالت نايلة النعيمة، وهي باحثة بيئية في مركز “إكسون موبيل” للأبحاث قطر: “نحن نركز على مشاريع الاستدامة التي لا تخدم المركز فقط، بل تخدم دولة قطر أيضًا. نسعى للنهوض بخبراتنا وباستخدام التقنيات الجديدة التي من شأنها أن تضع قطر في موقع ريادي في مجال البحوث البيئية، وتدعم رؤية قطر الوطنية 2030”.

اختُتمت الجلسة بجولة خاصة في المركز، حيث حظي الحاضرون بفرصة فريدة لمشاهدة مرافق المركز البحثية، والتقنيات قيد التنفيذ وتجربة المختبرات الحديثة.

وتعليقًا على أهمية الجلسة، قال أحمد السعيد، مدير إدارة العمليات والتطوير في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا: “كان هذا اللقاء مناسبة جديدة للتعريف بالإمكانات القيمة للتقدم التكنولوجي، والإبداع في حماية مجتمعاتنا وبيئتنا. نحن نفخر بتقديم بيئة عمل مواتية لشركات مثل “إكسون موبيل”، ما يتيح لها الانكباب على البحوث العلمية المتقدمة التي تعمل على معالجة التحديات الكبرى التي تواجهنا كمجتمع عالمي.”

تجمع سلسلة “التقِ مع الخبير”، التي تنظمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، صانعي السياسات والخبراء والباحثين والأكاديميين من مختلف القطاعات، لتشجيع تبادل المعرفة حول الموضوعات الاستراتيجية التي تغطي التكنولوجيا والابتكار، وتكنولوجيا التعليم، وتغير المناخ والاستدامة.

لمعرفة المزيد حول سلسلة “التقِ مع الخبير” أو التسجيل في جلساتها القادمة، يرجى زيارة: https://qstp.org.qa/qstp-expert-series